توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما أراده الإخوان من «كيرى»

  مصر اليوم -

ما أراده الإخوان من «كيرى»

سليمان جودة

من الواضح أن جماعة الإخوان كانت تراهن كثيراً على موقف الإدارة الأمريكية بشكل عام، ثم على زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى للقاهرة أمس الأول، بشكل خاص، إزاء ثورة 30 يونيو، وأنها - أى الجماعة - عندما فوجئت بتصريحات كيرى عقب زيارته قد فقدت ما تبقى من أعصابها! ومن الواضح أيضاً أن الجماعة كانت تتصور أن الولايات المتحدة سوف تنحاز إليها ضد الثورة، وعلى حساب واقع قائم وماثل أمام أعيننا، ولا ينكره إلا شخص لا يريد أن يرى الدنيا فى مصر على حقيقتها من حوله! فالبيان الصادر عن «الإخوان» فى أعقاب زيارة «كيرى»، ثم فى عشية محاكمة مرسى، فى قضية قتل المتظاهرين، فيه من الحدة غير المبررة أكثر مما فيه من المرونة الواجبة، وفيه من الاندفاع وراء الرغبة فى السلطة بأى ثمن أكثر مما فيه من عقل عليه أن يحسن قراءة الأوضاع على ما هى عليه أمام عينيه! وأسوأ ما فى البيان أنه يقصر الوطنية على الإخوان وحدهم، وأنه يجعلهم وحدهم كذلك هم الوحيدين الذين يمثلون إرادة الشعب، وهذا إن دل على شىء فلا يدل إلا على أن عقلاء الإخوان، الذين لا نراهم على كل حال، لايزالون عاجزين عن لفت نظر غير العقلاء فيهم إلى أن الوطنية فى البلد ليست حكراً على أحد، ولن تكون، وأن كل مصرى إنما هو وطنى تماماً إلى أن يثبت العكس، بالدليل المحدد وحده لا بالكلام المطلق. وربما يكون الشىء الذى أصاب قادة الجماعة المتشددين بالجنون أن الوزير الأمريكى، فى زيارته القصيرة للغاية، وذات التوقيت الذى أثار علامات استفهام مسبقة كثيرة، قد دعاهم بشكل غير مباشر إلى أن ينتظموا فى العملية السياسية القائمة حالياً فى البلاد، والمعلنة ضمن إطار خريطة الطريق منذ 3 يوليو الماضى. لماذا؟!.. لأن الاستجابة لدعوة كهذه من شأنها أن تضع الإخوان أمام استحقاقات للمجتمع المصرى بأسره، وهى استحقاقات تبدأ بطبيعتها بالاعتذار له كمجتمع عن أعمال عنف مارسوها فى حقه، أو حرضوا عليها، وتمر بالالتزام بتغيير أسلوب وفكر لم يعودا مناسبين لما بعد ثورة شارك فيها 33 مليون مواطن رفضاً للأسلوب الإخوانى وللفكر الإخوانى معاً.. ثم تنتهى الاستحقاقات، التى ترتبها الاستجابة لتلك الدعوة، عند اليقين بأنه لا الاعتذار للمجتمع ولا الالتزام بتغيير الأسلوب والفكر عند التعامل معه سوف يعفيان المتورطين منهم فى عنف، أو فى تحريض عليه، من المساءلة، والحساب فالعقاب. من جديد تثبت «الجماعة» أن ما قاله عنها جمال البنا صحيح، وهو أنها لا تتعلم ولا تنسى.. ومن جديد تبرهن من جانبها على أنها تلعب أى شىء، إلا أن يكون هذا الشىء هو السياسة، التى هى بحق فن الممكن لا المستحيل! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما أراده الإخوان من «كيرى» ما أراده الإخوان من «كيرى»



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon