توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التعليم على مائدة «الخمسين»

  مصر اليوم -

التعليم على مائدة «الخمسين»

سليمان جودة

إذا كان هناك شىء حقيقى سوف يُحسب للجنة الخمسين المكلفة بتعديل دستور الإخوان الصادر عام 2012، فهو أنها تتعامل مع التعليم باعتباره قضية وطنية مجردة فى المقام الأول. وإذا كان للجنة، بأعضائها الخمسين الموقرين، أن تضع شيئاً محدداً أمام عينيها، فهذا الشىء هو أن الرئيس عدلى منصور لم يشأ أن تفوته أى مناسبة إلا وراح يؤكد فيها على أن التعليم يمثل أولوية من أولويات حكومته الحالية، وأنه لا يسبقه فى قائمة الأولويات سوى الإصرار أولاً على إقرار الأمن، بمعناه العام فى البلد، ثم دعم الاقتصاد بكل وسيلة ممكنة، وقبلهما الالتزام المسؤول بالسعى نحو تنفيذ خريطة الطريق، التى رسمها بيان 3 يوليو الماضى بعد ثورة 30 يونيو. إذن، فالتعليم عند رئيس الدولة يمثل أولوية حاضرة، وهو - كقضية ثم كأولوية - يأتى فى مرتبة واحدة مع الأمن، والاقتصاد، وخريطة الطريق سواء بسواء. وقد قالها الرجل كثيراً ومراراً، ولسنا نبالغ حين نقول بأن هذه هى المرة الأولى التى يخرج علينا فيها رئيس الجمهورية وقد حدد أولوياته جيداً، ثم إنه - وهذا هو الجديد تماماً فى الموضوع - قد وضع التعليم فى العمق منها. شىء كهذا، أتصور - مع غيرى - أن لجنة الخمسين بالعقول الكبيرة فيها، تعيه تماماً، وتعرف كلجنة دستور أن عليها أن تترجمه إلى فعل وإلى نصوص مكتوبة. والمتصور أن اللجنة سوف تتفاعل مع التعليم على النحو الذى يجعل مدارسنا وجامعاتنا تتطلع إلى كل تلميذ أو طالب فيها بوصفه مصرياً، وفقط، فلا يحس الطالب، وهو فى الفصل، أو فى قاعة الدرس، أنه مسلم - مثلاً - وأن زميله الذى يجلس إلى جواره قبطى. لا.. لا يتعين أبداً أن يتسرب شعور من هذا النوع إلى أى طالب أو تلميذ فى ظل دستورنا الجديد، وحين يحدث هذا، وعندنا أمل كبير فى حدوثه على أيدى هذه اللجنة، فسوف يكون التعليم عندها موحِّداً بين أبناء البلد الواحد، لا مفرِّقاً بينهم تحت أى صورة فى المدرسة، أو فى الجامعة، وسوف ينتج عقولاً متحررة لا متطرفة أو متشددة.. فالمفهوم أن التعليم، فى أى من مراحله، لا ينحاز مع دين ضد دين، ولا إلى تيار فى مواجهة تيار، وإنما يحرص على أن يخرج التلاميذ والطلاب جميعهم من دروسهم وهم ممتلئون يقيناً بأنهم مصريون وكفى.. وأن العلم لا دين له، وأنه لا شىء أبداً يعلو فوق مصرية كل واحد فيهم. وأتخيل أن إخواننا السلفيين فى اللجنة سوف يتحلون بالمرونة الكافية والمطلوبة إزاء قضية كهذه، وأن التاريخ سوف يكتب عنهم فيما بعد أنهم لم يخذلوا بلدهم، وأنهم ارتقوا إلى مستوى اللحظة التاريخية التى نعيشها، وكانوا على قدر المسؤولية. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التعليم على مائدة «الخمسين» التعليم على مائدة «الخمسين»



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon