سليمان جودة
حتى عام 2009 لم يكن مركز مجدى يعقوب لأمراض القلب فى أسوان قد أضيف إلى معالم المدينة التى لا تكتمل زيارتها، هذه الأيام، إلا بزيارته.. وليس من الضرورى بالطبع أن تكون مريضاً، لا قدر الله، لتزوره، وإنما يمكن جداً، بل يجب، أن تخطف رجلك إليه، وأنت سليم معافى لتلقى عليه نظرة عابرة، إذا ما وجدت نفسك هناك، وبعدها سوف تعود وقد ترسخ عندك يقين بأن المعالم الشهيرة فى المدينة السمراء قد أضاف إليها مجدى يعقوب معلماً جديداً، فنذكرها كلما ذكرناه، ونذكره كلما ذكرناها!
فإذا كنت فى أسوان فى أى وقت ثم أردت أن ترى البهاء وقد تعانق مع الأناقة ثم مع الجمال، وأيضاً مع العراقة والتاريخ، فلن تجد هذا كله متحققاً ولا متجسداً إلا فى كيان واحد اسمه فندق كتراكت.
وهناك بالطبع فندقان بهذا الاسم، واحد قديم، والآخر جديد، غير أن كليهما يمتلك من عناصر الأبهة ما يجعلك تتساءل عما إذا كانت أسوان فى حاجة إلى شىء آخر، بعدهما لتكون بين المدن السياحية الأولى فى العالم، إن لم يكن لها أن تكون الأولى فعلاً؟!
غير أن هذا للأسف ليس حاصلاً فى لحظتنا الحاضرة هذه على الأقل، لسبب معروف ومحزن، هو أن الله تعالى كان قد رزقنا بالإخوان فى الحكم على مدى عام كامل، كانت السياحة خلاله عدواً لهم بمعنى الكلمة.. وإلا فأرجو أن يفسر لى أحد معنى أن يصدر الدكتور مرسى، وقت أن كان فى السلطة، قراراً بتعيين محافظ للأقصر ينتمى إلى الجماعة، التى كانت متهمة فى أحداث الأقصر الشنيعة عام 1997؟
وقتها أعلنت كبرى شركات السياحة فى العالم إلغاء رحلاتها إلى المدينة، وكان قرار تلك الشركات بمثابة الضربة القاصمة لصناعة السياحة فى مصر بوجه عام، وفى الأقصر ومعها أسوان بوجه خاص! وبسبب ماذا؟.. بسبب قرار لرئيس الجمهورية شخصيا!
فإذا راح أحد يجادل ويقول إن «مرسى» لم يكن يقصدها، وإنه تراجع عن القرار بعد أن تبين له خطؤه، فسوف أحيله إلى كلام صفوت عبدالغنى، قيادى الجماعة التى كان ينتمى إليها المحافظ، وكيف أن «صفوت» قال، فى تصريحات منشورة بعد منع المحافظ من دخول مكتبه على يد أبناء المحافظة، إنهم كجماعة كانوا قد حذروا «مرسى» مسبقاً، بشكل صريح وواضح من عواقب إرسال هذا المحافظ بالذات إلى تلك المحافظة خصوصاً، ولكن رئيس الدولة ألقى بتحذيرهم فى سلة القمامة، وأرسل المحافظ إياه، بما يضعك فى النهاية أمام تخريب متعمد للسياحة كصناعة وعلى يد من؟!.. على يد رئيس الجمهورية شخصياً!
بقى أن أقول إن الذى أعاد «كتراكت» إلى بهائه القديم، إنما هو خبير سياحة عالمى، اسمه على عبدالعزيز، وإنه فى وقت الإخوان كان مطلوباً للعمل السياحى فى كل بلد، وفى كل عاصمة، ولايزال، إلا فى مصر.. بل إنهم طلبوا منه أن يستقيل من موقعه، وقتها، كرئيس للشركة القابضة للسياحة، فتركها ولسان حاله يقول، إنه لولا أن حكومة بلده قد أرغمته على تركها ما تركها.. وبالإجمال أنت أمام وضع يدعو إلى الحزن مرتين: مرة على «كتراكت»، لأن هذه هى نسبة الإشغال فيه، مع أنه درة سياحية بأى مقياس، ومرة لأن السياحة كانت تستحق معاملة أفضل من الإخوان.
نقلاً عن "المصري اليوم"