توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تقفزوا فوق ما فات

  مصر اليوم -

لا تقفزوا فوق ما فات

سليمان جودة

شىء جيد أن يدعو الذين يطلقون على أنفسهم «تحالف دعم الشرعية» إلى الحوار مع الدولة، للخروج من الأزمة الحالية، وهو جيد، لأن فكرة الحوار كمبدأ هى وحدها القادرة على الوصول لحل فى أعقد القضايا، إذا خلصت النوايا. غير أن ما يجب أن ننتبه إليه هنا أن بعضنا يمكن أن يفهم من دعوة التحالف إياه أن الدولة رفضت وترفض مبدأ الحوار، وأنه، كتحالف، هو من يبادر بالدعوة إلى حوار، ويرحب به، وهذا بطبيعة الحال غير صحيح، لأن الثابت أن دعوة كهذه كانت مطروحة منذ اللحظة الأولى للإعلان عن خريطة المستقبل فى 3 يوليو الماضى. وإذا كان بعضنا قد نسى، فعلينا أن نعيد تذكيره بأن خريطة المستقبل، حين إعلانها، أشارت بوضوح، لا يحتمل أى غموض، إلى أن الجميع، بمن فيهم الإخوان، مدعوون إلى المشاركة فى خطواتها الثلاث، ابتداء بالدستور، الذى أشرفت لجنته على الانتهاء منه، مروراً بانتخابات البرلمان، فالرئاسة فى النهاية. هذا كلام معلن ومنشور منذ خمسة أشهر تقريباً، لكن الذين تعمدوا عدم الإنصات إليه اكتشفوا فى نهاية المطاف فيما يبدو أنه لا بديل عنه ولا عنها كخريطة مستقبل تمضى فى طريقها، وأنهم خسروا عندما لم يستجيبوا للدعوة عند بدايتها، وأنهم قد آن لهم أن يستدركوا خطأهم، لأن ما لا يدرك كله ليس من الحكمة أن تتركه كله! ولكن.. يظل هناك شىء مهم، ينقص الدعوة التى جرى إطلاقها أمس الأول، وهذا الشىء هو أن يفهم التحالف الداعى إلى حوار أنه لا يمكن القفز فوق الأشهر الخمسة الماضية هكذا بسهولة، وأن ما جرى خلالها، من جانب منتمين إلى جماعة الإخوان تحديداً، لابد أن يكون موضع حساب قانونى يعاقب بالعدل كل من أخطأ فى حق البلد، أو فى حق المصريين. والمقصود بالخطأ فى هذا السياق هو شىء محدد، وأعنى به ممارسة العنف أو التحريض عليه، ففى الحالتين نحن أمام جريمة تم ارتكابها فى الشوارع والميادين، وهى جريمة يعاقب عليها القانون العادى. ولذلك يبدو غريباً أن تتضمن دعوة الحوار دعوة أخرى إلى الكف عن الاعتقالات ثم إلى الإفراج عن المعتقلين.. أما وجه الغرابة فهو الخلط بين شخص ارتكب جريمة عنف أو تحريض عليه، وصدر فى حقه أمر ضبط وإحضار من النيابة، وبين شخص آخر يجرى توقيفه، أو القبض عليه بمعرفة السلطة السياسية الحاكمة وليس بمعرفة النيابة. ولابد أن إطلاق مسمى المعتقل السياسى على أى شخص من النوع الأول خلط مكشوف وغير مقبول، كما أن إطلاق مسمى «حملات الكراهية» على انتقادات فى الإعلام المصرى موجهة لأداء الإخوان، حين كانوا فى الحكم، أو بعده، يبقى كذلك خلطاً لا يجوز.. وبالإجمال، فإن على الذين أطلقوا دعوة الحوار أن يخاطبوا عقول الناس، وألا يقفزوا فوق ما فات. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تقفزوا فوق ما فات لا تقفزوا فوق ما فات



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon