توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو يقتدى الإخوان بالحسن

  مصر اليوم -

لو يقتدى الإخوان بالحسن

سليمان جودة

كنت فى مطار ساو باولو فى البرازيل، حين أقبل نحوى رجل تتدلى لحيته الكثيفة على صدره، ويمتلئ وجهه بالابتسامة. مد يده ليصافح، فصافتحه، ثم ازدادت ابتسامته على امتداد وجهه، وفهمت من كلامه أنه يتابع بعض ما أكتب وأقول، وأنه مختلف معه كله أو بعضه، وأنه رغم ذلك لا يحمل لى غير الود، رغم أنه لا يعرفنى، لأن هذه هى أخلاق الإسلام، ولأن هذه هى قيم هذا الدين العظيم. ومن كلمات عابرة وسريعة معه، استوقفتنى عبارة قالها وهو ينصرف.. قال بأن حسن البنا، أول مرشد لجماعة الإخوان، كان يؤكد دائماً على أننا، فى مجتمعنا كله، يجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه، أياً كان حجمه، وأن نقذف وراء ظهورنا بما نختلف فيه. رنت العبارة بمعناها فى أذنى، وظللت أفكر فيها، ثم رحت أسأل نفسى عما إذا كان أحفاد البنا الذين يعيشون بيننا هذه الأيام، يعملون بها، أم أنهم، لأسباب ليست مفهومة، قد هجروها، ولم يعودوا يعرفونها، وأنهم فى حاجة شديدة إلى أن يستعيدوها، وبسرعة. ذلك أنه من المؤكد أن هناك أشياء فى دولتنا، يمكن أن يتفق عليها معنا أحفاد حسن البنا، وهناك، فى المقابل، أشياء أخرى محل خلاف، وسوف تظل، ولو أخذوا هم بما قاله مرشدهم الأول، لتخلصوا، وتخلصنا، من صداع يومى ليس له أدنى مبرر. إن من بين الأشياء التى نفترض أنها محل اتفاق، أننا أبناء وطن واحد، وأن كل واحد منا، فى حاجة دائمة، لأن يقدم ما يثبت أنه ابن لهذا الوطن، وأن ولاءه كله له، وليس لأى وطن أو أرض أخرى. ومع ذلك، فإن أحفاد البنا، الذين قال مرشدهم الأول هذه العبارة، والذين هم معنيون بها من جانبه، بالدرجة الأولى، لا يزالون يستنزفون بلدهم، فى كل صباح، باسم السعى إلى استرداد سلطة، يظنون أنه جرى اختطافها منهم، وهى مسألة غير صحيحة، لمن يدقق فيها بعناية. وحتى لو افترضنا، نظرياً، أن السلطة كانت فى أيديهم، وأنه قد تم اختطافها منهم، عن غير وجه حق، فإن فى تاريخ الإسلام الممتد، مثلاً شهيراً، هو مثال الحسن بن على بن أبى طالب، يمكن أن يكون لهم قدوة. قد كان الحسن يرى أنه أحق بالخلافة بعد أبيه، ولكن جاء معاوية وحصل عليها، بالحق أو بالباطل، ليس هذا هو وقت البحث فى قضية حيرت المؤرخين، فما يهمنا منها أن الحسن راح يسعى إلى استرداد سلطته، وراح يصارع معاوية عليها، فاكتشف أن استردادها معناه أن يسيل دم كثير، فترفع، وتنازل عنها على الفور لأنه أحس، ثم أيقن، بأن سعيه نحو السلطة يجب أن يتوقف، إذا كان ذلك سوف يكون ثمنه إزهاق روح إنسان واحد. الإخوان الذين يتكلمون منذ ثورة 30 يونيو، عن شرعية، وعن سلطة، وعن كرسى مستحق فى القصر، يعرفون حكاية الحسن قطعاً، وهم بما قاله حسن البنا، مدعوون إلى أن يقتدوا بالحسن، وأن يكونوا أحرص الناس على قيم الدين، لا على مغانم السلطة. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو يقتدى الإخوان بالحسن لو يقتدى الإخوان بالحسن



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon