توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

على رصيف أهم سفارتين

  مصر اليوم -

على رصيف أهم سفارتين

سليمان جودة

كان قرار وزارة الداخلية، منذ ما قبل 25 يناير 2011، أن تأمين السفارتين الأمريكية والإنجليزية، فى منطقة جاردن سيتى، لن يُجدى معه توفير قوة الحماية العادية، أو حتى فوق العادية، من الأفراد والعربات، وإنما لابد من إغلاق الشوارع المؤدية إليهما كاملاً، وهو ما حدث منذ تلك الأيام، ولايزال جارياً، رغم أن أصحاب القرار فى الوزارة يعرفون جيداً أن الأمن، بمفهومه الحديث، له شكل مختلف بنسبة مائة فى المائة. ذلك أن هاتين السفارتين مستهدفتان فى أى بلد فى العالم، بالضبط مثل استهدافهما عندنا، ومع ذلك، ففى أكثر من دولة يتصادف أن تكون ماراً فى أحد الشوارع، وتكتشف أنك أمام السفارة الأمريكية مباشرة، وأن الشوارع المارة من أمامها تعمل بشكل طبيعى، وأن الأمن، بمفهومه الحديث مرة أخرى، قد تكفل بأن ترصد أجهزته أى شخص يفكر فى الاعتداء على السفارة، من مسافة بعيدة للغاية، وبالتالى ضبطه فى الحال، قبل أن يرتكب جريمته. وقد وصل الأمر إلى حد أن هناك أجهزة حديثة جداً تستخدمها المملكة السعودية فى المناطق المقدسة بشكل عام، وفى موسم الحج بشكل خاص، وهى كاميرات ترصد حالات الخروج على القانون، على مسافة 60 كيلومتراً! ومع ذلك كله، فإننا قد سلمنا بأن الداخلية ليس أمامها بديل آخر بالنسبة لهاتين السفارتين تحديداً، إلى أن تتوفر لنا إمكانات الأمن الحديث. وحين سلمنا بهذا، اكتشفنا مع مرور الوقت، أن الحواجز التى تغلق الشوارع هناك، سواء كانت أحجاراً أسمنتية، أو سيارات متوقفة فى مكانها، كحائط صد، قد تحول المكان كله فيما حولها إلى مقلب قمامة كبير. وكان قد قيل لى عن الموضوع من أكثر من صديق، ولم أكن أصدق، حتى مررت من هناك، قبل يومين، فإذا بى أمام تلال من بقايا ومخلفات أفراد الأمن من الجنود، وإذا بى لا أكاد أصدق أن هذه البقعة، إنما هى فى حى جاردن سيتى الراقى، وحول سفارتين من أهم سفارات العالم فى العاصمة. ولابد أن كل من صدمه المنظر حين رآه، يتساءل بينه وبين نفسه عما إذا كان ذلك المشهد المنفر فى إجماله، لم يلفت نظر واحد من إخواننا الضباط المرابطين هناك، بحيث يطلب من عناصر الأمن من الجنود أن ينظفوا الرصيف حولهم، وأن يُلقوا مخلفاتهم من الأوراق وزجاجات الماء الفارغة والأكياس الممزقة وغيرها فى صندوق يجرى تخصيصه لهذا الغرض؟! ماذا يقول أى دبلوماسى فى السفارتين، إذا ما وقعت عيناه على المنظر العام هناك، بكل قبحه، وماذا سوف يردد بينه وبين نفسه عنا؟! وبصرف النظر عما سوف يقوله هو، أو غيره، كيف نقبل هذا على أنفسنا، وقد كنا حين ذهبنا إلى الخدمة العسكرية زمان، نعرف أن الجندى يبدأ صباحه بتنظيف ثيابه وحذائه ومكانه، بنفسه، وبيديه؟! أين هذه المبادئ التى تعلمناها، وقتئذ، وكانت تبدأ بالالتزام، وتنتهى بالانضباط، وتجعل من النظافة العامة والخاصة عنواناً للمكان؟! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

على رصيف أهم سفارتين على رصيف أهم سفارتين



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon