توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«وظفوا» مفيد شهاب!

  مصر اليوم -

«وظفوا» مفيد شهاب

سليمان جودة

أى متابع جاد لما صدر عن اجتماعات الأحد والاثنين الماضيين، فى الخرطوم، حول سد النهضة، بين مصر وإثيوبيا والسودان، سوف يشعر بأن هناك مشكلة حقيقية بين القاهرة وأديس أبابا، وأن هذه المشكلة تعبر عن نفسها فى صورة تصريحات متناقضة من الجانبين، وأنها فى حاجة إلى حالة من الحوار والتفاوض بينهما، أكثر بكثير من حاجتها إلى لغة التهديد والحرب. بالطبع نذكر الجلسة الفضائحية التى كان محمد مرسى قد عقدها فى قصر الرئاسة، حول الموضوع، وقت وجوده فى السلطة، وكيف أن الذين تابعوا وقائعها على الهواء، يومها، قد حزنوا مرتين، وأصابتهم الصدمة أيضاً مرتين: مرة لإذاعة جلسة بهذه الأهمية على الهواء مباشرة، دون أن يكون الحاضرون فيها أنفسهم على علم بذلك، لدرجة أن أحدهم خاطب «مرسى»، أثناءها، بأنه يتمنى ألا يخرج ما سوف يقال فى الجلسة عن إطارها، ولم يكن المسكين يدرى أن الدنيا كلها كانت تسمعه وتشاهده، وهو يتمنى ويرجو أن تكون جلستهم سرية!!.. أما المرة الثانية التى أصابنا فيها الحزن والصدمة فهى أن يكون الشخص الجالس على قمة البلد فى ذلك الحين بهذه العقلية المتواضعة للغاية! ولا أعرف ما إذا كان القائمون على شأن الوطن هذه الأيام قد أدركوا أن عليهم أن يستعدوا جيداً لمعركة تفاوضية طويلة النفس، أم لا، ولكن ما أعرفه أن لدينا خبرة عميقة فى هذا الاتجاه منذ مفاوضات طابا الشهيرة، فى مطلع الثمانينيات، وهى مفاوضات استطعنا بها أن نسترد آخر حبة رمل لنا، وأن نحصل على حقنا فى أرضنا كاملاً. ولهذا السبب، فإنه من غير المعقول أن تكون خبرة كهذه متاحة ومتوافرة عندنا ثم لا نحسن استخدامها، ولا توظيف أحد أبطالها الموجود بيننا، وهو الدكتور مفيد شهاب. ولو أن أحداً عاد إلى دراسة طويلة نشرها الرجل عن القضية فى «المصرى اليوم»، الشهر الماضى، فسوف يرى منها كيف أنه يفهم مسألة السد، ويستوعبها قانوناً، ربما كما لم يفهمها أو يستوعبها أحد غيره، وكان الأمل أن يكون هو حاضراً فى العمق منها، كقضية، منذ لحظتها الأولى، مع الحكومة الإثيوبية، فإن لم يكن منذ لحظتها الأولى، فمنذ أن نشر دراستها تلك التى أراد من خلالها أن يقدم خدمة جليلة ومجانية لبلده، فى أمر يراه ونراه كلنا أمراً حيوياً إلى أبعد حد. أعرف أن هناك من سوف يكون اعتراضه الوحيد على الدكتور مفيد أنه كان قد عمل وزيراً مع حسنى مبارك، وهو اعتراض كما ترى على الشكل فيما يخص مفيد شهاب وغيره، أكثر منه اعتراضاً على مضمون حقيقى! والحقيقة أنها مراهقة سياسية بالغة فى النظر إلى ما كان قائماً قبل 25 يناير 2011، على مستوى الأشياء والأشخاص، فليس من الممكن أن يكون كل شىء هناك سيئاً، بحكم طبائع الأمور نفسها، وليس من المعقول أن يكون كل شخص تعاون مع «مبارك» شخصاً رديئاً، وإنما كان هناك رجال يعملون للوطن، وليس للرئيس، ويخدمون بلدهم، أكثر مما يخدمون رأس الدولة، وأظن أن الدكتور شهاب كان فى مقدمة هؤلاء الرجال، وأن الحس الوطنى عنده كان يطغى فى عمله العام على أى حس آخر. وظفوا مفيد شهاب، وخبرته وتجربته فى ملف السد، وسوف يضاف عمله فيه إلى تاريخه وتاريخنا بجوار طابا سواء بسواء. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وظفوا» مفيد شهاب «وظفوا» مفيد شهاب



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon