توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سر يملكه «الجنزورى»

  مصر اليوم -

سر يملكه «الجنزورى»

سليمان جودة

لو كان لى أن أضيف كلمة واحدة إلى العنوان الذى صدّرت به السيرة الذاتية للدكتور كمال الجنزورى، لأضفت كلمة «الصدق» وحدها، ليصبح عنوان الكتاب: «الصدق طريقى» بدلاً من: «طريقى». الكتاب صدر عن دار الشروق، قبل شهر تقريباً، ومنذ صدوره إلى الآن لا تفتح أى صحيفة إلا وتطالع شيئاً عنه، هنا مرة، وهناك.. مرات! الغريب أن الملايين الذين انتظروا كتاباً من الرجل، يروى فيه سيرة حياته الحافلة، كما خطاها، قد فوجئوا بأنه وضع أمامهم كتابين مرة واحدة: سيرته الذاتية هذه.. ثم كتاباً آخراً مكمل لها عنوانه: «مصر والتنمية». لم أبالغ حين قلت إن إضافة كلمة «الصدق» إلى عنوان هذه السيرة سوف تعبر عنها وعن مضمونها أكثر.. وإلا فما معنى أن يقول صاحبها فيها إنه اعتاد مدى حياته ألا يتكلم كمسؤول عن شىء يفعله، إلا إذا كان هذا الشىء قد تم بشكل مؤكد على الأرض؟! لقد فعلها مديراً لمعهد التخطيط، ووزيراً للتخطيط والتعاون الدولى، ونائباً لرئيس الحكومة، ثم رئيساً لها لأربع سنوات كاملة، بعد أن عمل مع أربعة رؤساء وزارة متتابعين، من أول فؤاد محيى الدين، ومروراً بكمال حسن على، وعلى لطفى، ثم انتهاءً بعاطف صدقى. ولو أن أحداً سألنى عن السبب الذى استدعى «الصدق» إلى ذهنى وأنا أطالع الكتاب، ثم وأنا أتهيأ لتقديمه لك، فسوف أرد سريعاً لأقول إن رئيس الحكومة الذى يُصدر قراراً بمنع تجريف الأرض الزراعية، طوال فترة وجوده على الكرسى، إنما هو رجل صادق مع نفسه، ومع أهله، ومع أرض وطنه، وأن رئيس الحكومة الذى يصدر قراراً بمنع هدم الفيلات ذات الطابع الأثرى، إنما هو أيضاً رجل صادق بالقدر نفسه، مع ذاته، ومع بلده، ومع تراث بلده. وسوف أقول إن الدكتور الجنزورى كان يعمل فى كل موقع عام تولاه، وأمامه هدفان لا ثالث لهما: أن يكون «الإنتاج» هو النشاط الأولى بالرعاية منه، مادام مسؤولاً، وأن يكون تحميل المواطن بأى أعباء جديدة هو آخر ما يفكر فيه، أو يلجأ إليه، وأنه لذلك التزم الصدق شعاراً فى عمله، يرفعه ثم يطبقه. هل تصدق، مثلاً، أن مدير صندوق النقد الدولى قد طلب أن يأتى إلى القاهرة، فى يناير 1996، ليهنئه على رئاسة الحكومة، التى كان قد تولاها فى الشهر ذاته، وأنه، أى الدكتور الجنزورى، قد طلب تأجيل الزيارة قليلاً، لسبب كان حاضراً فى ذهنه بقوة، وهو أن مجىء مدير الصندوق ارتبط تاريخياً بطلب فرض أعباء مُضافة على المواطنين، ولأن رئيس الحكومة الجديد، وقتها، كان شديد الحساسية تجاه مواطنيه، فإنه ضحى دون تردد بزيارة لمسؤول دولى بهذا الوزن، خشية أن يتشاءم الناس من زيارته، رغم أنه كان يطلب المجىء للتهنئة.. لا أكثر! رئيس وزراء من هذا النوع، ينام على سر كبير هو أن الإرسال، ثم الاستقبال، بينه وبين بسطاء الناس يظلان على موجة واحدة، لا موجتين كأغلب المسؤولين، ولذلك أحبوه وصدقوه فى كل الأحوال. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سر يملكه «الجنزورى» سر يملكه «الجنزورى»



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon