توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

القصة بدأت مع المشير

  مصر اليوم -

القصة بدأت مع المشير

سليمان جودة

لسنا فى حاجة إلى أن يؤكد لنا المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية، كل فترة، كما فعل على الصفحة الأولى من «المصرى اليوم» صباح أمس، أنه زاهد فى منصبه، وأنه يرغب فى تركه بسرعة، فأداؤه فيه منذ أول لحظة يقطع بهذه القناعة عنده، وبأنها راسخة فى أعماقه. وربما لم ينتبه هو نفسه إلى أن ضغط الملايين من أجل أن تكون انتخابات الرئاسة أولاً راجع فى أساسه إلى هذا الزهد لديه، وإلى أنه يتعامل مع المنصب منذ تولاه وكأنه جاء إليه ليحجزه للقادم من بعده، لا ليتصرف فى أثناء وجوده فيه كأنه باق لعشر سنوات على الأقل، حتى لو كان يعرف، ونعرف نحن أنه بالنسبة له منصب مؤقت تماماً. الاحترام واجب بالطبع للرجل، فهذا هو اختياره وهذه هى رغبته، إلا أننا نتكلم عن منصب رئيس الجمهورية فى مصر بكل ما لمصر من حجم ووزن وثقل، مهما كانت الصعاب التى تعترض طريقها فى الوقت الحالى. منصب كهذا فى دولة كهذه لا يحتمل أن يبقى خالياً، ولو ليوم واحد، ولا يحتمل البلد أن يتصرف الجالس فيه، أى فى المنصب، على أنه انتقالى، وأنه ذاهب إلى حال سبيله بعد شهور.. لا.. لا يمكن.. لا المنصب يحتمل، ولا البلد يتحمل. وربما يكون علينا أن نذكر الآن سوء العواقب التى تداعت فوق رؤوسنا، عندما تعامل المشير طنطاوى مع منصبه كرئيس للمجلس العسكرى بالمنطق نفسه.. منطق أنه جاء ليبقى فترة محدودة ومحددة ثم يمضى إلى بيته! كان على المشير وقتها ومنذ تولى المسؤولية فى البلاد ابتداء من يوم 11 فبراير 2011، عندما تخلى الرئيس مبارك عن الحكم إلى أن جرت انتخابات الرئاسة فى يونيو 2012- أن يحكم باعتباره الرئيس (المسؤول) حقاً.. ولعلك تلاحظ أنى وضعت كلمة المسؤول بين قوسين لننتبه جميعاً إلى أن شاغل هذا الموقع عليه واجبات، وعنده صلاحيات تجاه بلده، لابد أن يمارسها كاملة غير منقوصة، وأنه إذا لم يمارسها فإن آخرين يتقدمون على الفور ليمارسوها، بطريق غير مباشر، كما حدث أيام طنطاوى، ويحدث الآن! هل يتصور أحد أنه كان فى إمكان أى شخص من الإخوان، أن «يهوب» ناحية الرئاسة لو كان «طنطاوى» قد نهض بما ألقاه «مبارك» على كتفيه من مسؤوليات كما ينبغى؟! لقد قيل فى تونس فى مرحلة ما بعد زين العابدين بن على إن السلطة كانت ملقاة فى عرض الشارع تنادى الراغبين فيها، وهو وضع جرى شبيهه عندنا، وتعامل المشير معها كسلطة على أنها عبء يريد هو أن يتخلص منه بأى ثمن حتى لو كان الثمن هو ذهاب السلطة إلى الذين لا يدركون قيمتها، ولا حجمها، ولا مقتضياتها، فكان ما كان مما نعانى عواقبه إلى هذه اللحظة، ولذلك تبدو انتخابات الرئاسة أولوية لا تحتمل أى انتظار. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القصة بدأت مع المشير القصة بدأت مع المشير



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon