توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أول مرة فى تاريخ الدساتير

  مصر اليوم -

أول مرة فى تاريخ الدساتير

سليمان جودة

أكتب هذه السطور، فى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، وما أفترضه أنك قد سارعت، أمس، إلى صندوق الاستفتاء، وأبديت رأيك فى دستور بلدك الجديد، وإذا لم تكن قد فعلت، فأمامك اليوم بكامله، من التاسعة صباحاً إلى التاسعة مساء، لتقول بأعلى صوت للإخوان، وللذين يقفون وراء ضلالهم، إن هذا الوطن لأهله من المصريين الحقيقيين، لا المزيفين من أمثال أعضاء الجماعة الإرهابية. وفى مثل هذه الساعة، من صباح غد «الخميس»، سوف تكون «الجماعة» المارقة قد تلقت أكبر ضربة فى تاريخها، ليس على يد الحكومة، ولا الشرطة، ولا حتى الجيش، وإنما على أيدى المصريين أنفسهم! وإذا سألنى أحد: كيف؟! فسوف أقول بأن عليه مع غيره أن يتذكروا تلك اللحظات التعيسة التى مرر فيها الإخوان دستورهم المشؤوم فى عام 2012، وكيف أنهم لم يلتفتوا قليلاً ولا كثيراً، إلى انسحاب ممثل الأزهر من لجنة دستورهم، ولا إلى انسحاب ممثل الكنيسة، ولا إلى انسحاب ممثل الشباب، ولا ممثلى الأحزاب المدنية، وفى مقدمتها الوفد، ولم يكن عدم التفاتهم قد جاء عبثاً، ولا كان صدفة، وإنما كان عن قصد، لأن الهدف كان هو صياغة دستور يضع الجماعة فوق الدولة، ولهذا سقط! اليوم.. أنت أمام دستور يضع المواطن، أياً كان، فوق الدولة، ولا يُقصى أو يبعد أحداً، اللهم إلا الذين اختاروا إقصاء أنفسهم، أو بمعنى أدق أقصاهم المصريون. أنت اليوم، كما كنت بالأمس، أمام دستور يسترد لك بلدك من «جماعة» كان رئيسها الإخوانى قد قرر، وبدأ فعلاً، فى بيع الدولة بالقطاعى، فهو مرة يغازل «حماس» فى غزة بمساحة فى سيناء، وهو مرة أخرى لا يعنيه كثيراً، أن يفكر بالمنطق ذاته، فى الجنوب، وليس أدل على ذلك من أن دستورك الجديد قد نص للمرة الأولى فى تاريخ الدساتير المصرية، فى المادتين 1و 151 على أنه «لا يجوز لرئيس الدولة أن يتنازل عن شبر من مساحة مصر، لغيرها، ولا من حقه أن يضع توقيعه على معاهدة أو اتفاقية يكون من شأنها إقرار تنازل من هذا النوع». هل كان يطوف بخاطر أى مصرى، ولو على سبيل الخيال، أن يتنازل عبدالناصر، أو السادات، أو مبارك عن ذرة رمل واحدة من أرض هذا الوطن؟! كاد «مرسى» يفعلها بكل أسف، ولولا معجزة من السماء، تمثلت فى ثورة 30 يونيو، لكنت أنت كمواطن، بعد سنوات من حكم الإخوان - لا قدر الله - قد رحت تبحث عن شكل بلدك على خريطته، كما عشت تعرفها، وتحفظها، فتكتشف أنها تقلصت بيد حاكم يحمل هو وعشيرته جنسية هذه الأرض، مع كل أسف أيضاً! فى مثل هذه الساعة، من صباح غد، سوف تكون بيدك قد طويت صفحة سوداء كتبها ناس كنا نتصور أنهم مصريون مخلصون، فإذا بهم، حين صار الأمر إليهم، أبعد ما يكونون عن إدراك معنى وطن، ومعنى أرض، ومعنى بلد. عاشوا، منذ ثورة 30 يونيو، يصدعون رؤوسنا بدستور 2012 الإخوانى، وفى مثل هذه الساعة، من صباح الغد، سوف يكون المصريون قد شطبوه! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول مرة فى تاريخ الدساتير أول مرة فى تاريخ الدساتير



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon