توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعة على قفا كل واحد فيهم

  مصر اليوم -

صفعة على قفا كل واحد فيهم

سليمان جودة

حين وقفت فى دورى، فى إحدى لجان الاستفتاء على الدستور، فى لجنة الأورمان الابتدائية النموذجية بالدقى، وكان ذلك فى ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، لم أصدق نفسى، ورحت أفرك عينىّ، لعلى أتأكد من حقيقة ما أراه، ثم تساءلت بينى وبين نفسى بقوة: متى استيقظ هؤلاء الواقفون أمامى بالمئات، ومتى جاءوا، ومتى حجز كل واحد منهم مكانه، ومتى اصطفوا هكذا، وكأنهم فى صلاة؟! وتصورت فى البداية أن لجنتى تمثل حالة خاصة بين اللجان، وما إن وقعت عيناى على لجنة قريبة منها، هى لجنة مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية، بنات، فى المهندسين، حتى أيقنت أن المصريين قد قرروا، منذ الصباح الباكر، أن يوجهوا لطمة موجعة إلى «مرسى» وجماعته، وعشيرته، وكل الذين يساندون الجماعة والعشيرة فى الضلال والتضليل. كان الطابور أمام لجنة جمال عبدالناصر يمتد على نحو مذهل، وكنت أقف عند آخره، فلا أكاد أرى أوله، وكان أغلبه من البسطاء، والشباب، والنساء، والعجائز الذين أرادوا جميعاً، بتصميم مدهش، أن يفسدوا رهان الجماعة والعشيرة، فى هذا اليوم. وكانت المتابعة، على مدى النهار، من جانبى، ومن جانب غيرى، لما يجرى أمام اللجان على امتداد 27 محافظة، كفيلة بأن ترسخ قناعة فى داخلى، بأن هذه الطوابير التى امتدت أمام كل لجنة، لمئات الأمتار، وتجاوزت الكيلو متراً فى بعض اللجان، لم تخرج لتصوت وفقط على دستور ثورة 30 يونيو، وإنما خرجت طابوراً وراء طابور، لتطوى صفحة الجماعة الإرهابية إلى الأبد، ولتقول لها، بكل وضوح، وبالصورة التى لا تكذب أبداً، إن احتلالهم للبلد، الذى دام عاماً كاملاً، ما كان له ليدوم، ولا ليستمر، مع شعب بهذا الحس الواعى الراقى. وعندما قرأت أن مجلة «نيوزويك» الأمريكية تقول إن إدارة أوباما قررت استئناف إرسال المساعدات إلى القاهرة بعد الاستفتاء تساءلت مرة أخرى، بينى وبين نفسى، عما إذا كان ما شهدته اللجان، يمثل مأزقاً لا خروج منه، للإخوان وحدهم، أم أن المأزق الأكبر فى حقيقته، سوف يواجه الذين ساندوهم، فى المنطقة وخارجها، على مدى ما يقرب من سبعة أشهر، منذ الثورة، إلى اليوم، ولم يريدوا أن يروا بأعينهم، أن خروج المصريين بالملايين عليهم، فى 30 يونيو، كان خروجاً نهائياً، وأن كل واحد من تلك الملايين، كان قد خرج ولسان حاله يقول بأن هذا الوطن قد قرر أن يلفظ «الجماعة» كما يلفظ جسد الإنسان الطبيعى، كل جسم دخيل عليه! المأزق الحقيقى الذى أتصوره، بعد مشهد الاستفتاء المذهل، ليس للإخوان كجماعة، فالله تعالى فى عونها، بعد أن رأت نهايتها، بعينيها، وإنما المأزق سوف يكون من نصيب كل من كان لايزال يراهن عليها، فى منطقتنا، وفى خارجها، خصوصاً فى الاتحاد الأوروبى، عند السيدة أشتون، التى لابد أنها تبكى حظها الأنكد الآن، وكذلك فى البيت الأبيض، لدى المتخبط، المتردد، الأعمى، المدعو أوباما! هؤلاء جميعاً، لابد أنهم فى لحظتنا هذه، يضربون أخماساً فى أسداس، ويتساءلون عما يمكن أن يفعلوه، وعن الطريقة التى يمكن أن يصححوا بها خطأهم، بعد أن تلقى كل طرف فيهم صفعة على عرض خده، ثم على قفاه، من كل مصرى وقف فى أى طابور! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة على قفا كل واحد فيهم صفعة على قفا كل واحد فيهم



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon