توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«منصور» يراهن المصريين!

  مصر اليوم -

«منصور» يراهن المصريين

سليمان جودة

أعجبنى أن يخاطب الرئيس عدلى منصور المصريين فى كلمته، مساء أمس الأول، فيقول: بنى وطنى! إنها عبارة تدل على معنى محدد، وواضح، وجميل، وهو أن رئيس الدولة يستقر مع مواطنيه على أرض واحدة، وينتمون كلهم إلى وطن يعرف أبناءه ويعرفونه!.. ثم إن لها كعبارة وقعاً فى الأذن. ولو أنت قارنت بين رئيس سابق كان يخاطب المواطنين فيقول: أهلى وعشيرتى.. وبين «منصور» وهو يردد عبارته هذه، فسوف ترى أين كان يقف رئيس لم يكن يرى فى البلد غير أهله وعشيرته، وبين رئيس يتطلع إلى 90 مليون مصرى، يراهم أمامه أبناء وطن.. لا أقل، ولا أكثر! ولابد أن الذين انتظروا الكلمة، ثم جلسوا ينصتون إليها، قد لفت انتباههم أن رئيس مصر، وهو يخطب فيهم، يحترم اللغة العربية التى هى لغة القرآن الكريم، ويعرف قواعدها، ويلتزم بها، أكثر ربما مما فعل أى رئيس لنا من قبل.. فاللغة على لسانه صحيحة، وقوية، ومخارج الحروف عنده لا تجعل المعانى تختلط عليك، وليس من قبيل المبالغة فى شىء أن نقول إن احترام اللغة من جانب الحاكم، وهو يتكلم مع رعاياه، شىء يدعو إلى الثقة به، والاطمئنان إليه. ولم أتوقف فى كلمة الرجل عند شىء.. أما أولها فهو كلامه عن أننا إذا كنا نبدأ اليوم بإقرار الدستور بالطريقة المشرفة التى تم إقراره بها سبيلاً صحيحاً، فهو سبيل صعب فى الوقت نفسه، لا لشىء إلا لأن التصويت على الدستور ليس غاية فى حد ذاته، ولا هو المنتهى، وينبغى ألا يكون، إنما هو نقطة البدء التى منها نمضى فى طريقنا الصحيح والصعب معاً. وأما الشىء الثانى، فهو أنه تعمد، وهو يتحدث بإيجاز، أن يشير بشكل متوازن إلى آخر ثلاث ثورات فى تاريخنا: ثورة يوليو 1952، وثورة 25 يناير 2011، ثم ثورة 30 يونيو 2013. وليس لهذا من معنى سوى أن الذين يروّجون عن قصد طوال أيام مضت أن هناك موقفاً من الدولة تجاه 25 يناير، لا يروجون سوى أكاذيب مقصودة، وإلا فهذا هو رأس الدولة التى يتهمونها، يقرن بين الثورتين، ويراهما جسداً واحداً لا ينفصل بعضه عن بعض. الكلمة غنية بالمعانى، رغم قصرها، ولذلك أردت فقط أن ألفت الانتباه إلى أننا فى الفترة القصيرة التى تولى فيها منصور منصبه نجد أنفسنا أمام رئيس يزهد فى السلطة، ويتوجه إلى أبنائه فى الوطن من خلال لغة جديدة فى شكلها ومضمونها. أعرف أن الملايين كانوا ينتظرون بعد إقرار الدستور سماع خبرين محددين، أولهما خاص بما إذا كانت الانتخابات الرئاسية أولاً أم لا.. وثانيهما يتصل ليس بما إذا كان الفريق أول عبدالفتاح السيسى سوف يرشح نفسه أم لا، ولكن بـ«متى» سوف يعلن ذلك عليهم، وقد كانوا فى انتظار أن يسمعوا الخبر الأول من «منصور»، لولا أنه أخذهم إلى آخر كلمته، ثم لم يشأ أن يشفى غليلهم، وإن كان قد فعل ذلك فى تقديرى، بشكل مختلف عندما راهن مشاهديه ومستمعيه على أن البقاء فى مصر لن يكون إلا للأصلح. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«منصور» يراهن المصريين «منصور» يراهن المصريين



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon