سليمان جودة
إذا كانت النية تتجه، فى التعديل الوزارى المرتقب، إلى الإبقاء على الدكتور حازم الببلاوى رئيساً للحكومة، فالرجاء أن ينتبه الذين فى يدهم الأمر إلى أن شعبية الرجل فى الشارع، مع احترامى له، إنما هى دون المستوى!
ذلك أن أى رئيس حكومة، وليس الدكتور الببلاوى تحديداً، لا يمكن أن يعمل، ثم ينجز فى مكانه، ما لم يكن مشمولاً بالحد الأدنى من الرضا لدى الناس، من حيث مستوى أدائه فى منصبه، وهو الحد الذى لا أظن أنه يتوفر للرجل، مع الإقرار، مقدماً، بأنه بذل كل ما فى وسعه، وكل ما استطاع، وأنه يبقى مشكوراً فى كل الأحوال.
فإذا انتقلنا من مرحلة الظن إلى مرحلة المعلومة فى تحديد اتجاه مشاعر الرأى العام إزاءه، كرئيس حكومة، فى الشارع عموماً، فسوف يكون علينا أن نتوقف أمام استطلاع أجراه المركز الديمقراطى لدراسات الشرق الأوسط، الذى يرأسه د. محمد الجمل، ومقره فى نورث كارولينا، فى الولايات المتحدة.
الاستطلاع جرى على عينة عشوائية بلغت 1200 مصرى، فى القاهرة، والمحافظات، وخارج البلد أيضاً، وكان السؤال الذى جرى توجيهه لكل مواطن منهم هو: ما هو الشخص الذى تراه أنسب لأن يكون على رأس الحكومة فى الأيام المقبلة؟!
اللافت للنظر أن المهندس إبراهيم محلب، وزير الإسكان، كان صاحب أعلى الأصوات، بنسبة 40٪، وكان الدكتور الببلاوى فى المركز الثالث بـ19٪ فقط!
والغريب أن محمد العريان، الذى رشحته أوساط كثيرة لأن يكون رئيساً للحكومة، لم يكن له أى ترتيب فى إجابات أفراد العينة، ولم يذكره أو يتحمس له أى شخص ممن شملهم الاستطلاع!
وليست هذه هى المرة الأولى، التى يبرز فيها اسم المهندس محلب كرئيس محتمل للحكومة، فقد رشحه كثيرون من قبل، كانوا قد تابعوا أداءه فى منصبه، ورأوا، عن حق، أنه أداء متميز، وأن صاحبه يمكن أن يكون «دينامو» لحكومة فاعلة على الأرض.
غير أن المرات السابقة كلها كوم، وهذه المرة كوم آخر، لأنها تعتمد على نسب وأرقام، وعلى سؤال مواطنين المفروض أنهم أصحاب الشأن الأصيل فى الموضوع كله، والمفروض كذلك أن يكون رأيهم موضع حساب واعتبار.
لا أحد يعرف، ما إذا كان الرأى فى أروقة الحكم قد استقر على رحيل الببلاوى، أو على بقائه، ولكن ما نعرفه أن على الذين سوف يحتفظون به، أو يقررون إعفاءه من المنصب، أن تكون آذانهم، وهم يتصرفون، على نبض الشارع فى إجماله، وألا يمشوا فى عكس اتجاه، وأن يذكروا دائماً أن الرأى العام كان ينادى «مبارك» طويلاً، قبل 25 يناير 2011، بأن يأتى بالفريق شفيق رئيساً للحكومة، وعمر سليمان نائباً للرئيس، فكان يتجاهله، إلى أن جاء بهما فعلاً، ولكن تحت ضغط ثورة، وفى الوقت الضائع!
نقلاً عن "المصري اليوم"