توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كمل جميلك يا محافظ العاصمة

  مصر اليوم -

كمل جميلك يا محافظ العاصمة

سليمان جودة

كنت قد كتبت فى هذا المكان قبل ثلاثة أشهر عن الكتابات البذيئة التى يشوه بها أتباع الإخوان جدران المبانى فى العاصمة، وكنت قد سمعت يومها من الدكتور جلال سعيد، محافظ القاهرة، أنه يقود بنفسه حملة لإزالة هذا القبح، أولاً بأول، وسمعت منه أيضاً أنه عازم على أن تكون القاهرة خلال أشهر معدودة على أصابع اليدين، مختلفة تماماً عنها الآن، أو بمعنى أدق عنها عندما تسلمها هو كمحافظ مسؤول. واعتقادى أن الرجل جاد فيما يفعل، وفيما يقول، وقد دلل هو على جديته هذه عندما تصدى بشجاعة لهجمة من العشوائيين، والباعة الجائلين، كادت تغتال حى الزمالك، الذى يظل واحداً من أحياء قليلة فى القاهرة تجاهد من أجل الاحتفاظ ببعض بهائها القديم. وقد جاء وقت على «الزمالك» كان فيه بديعاً، وجميلاً، وهادئاً، إلى الحد الذى قال عنه كاتبنا الراحل الكبير محمود السعدنى إن المصرى كان فى حاجة إلى جواز سفر ليدخله! وليس خافياً على الدكتور جلال أنه إذا كان هناك حى فى عاصمته ينافس الزمالك، فهو حى المعادى، الذى يفضله أغلب الأجانب، إذا ما كان لهم أن يختاروا حياً نظيفاً يقيمون فيه. ولابد أن الدكتور جلال يعرف، تماماً، أن المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، كان قد اعتبر «المعادى» ضاحية ذات قيمة متميزة، وفقاً للقرار رقم 119، الصادر عن مجلس الوزراء عام 2008، وبموجبه فإن حى المعادى يخضع، بكل مبانيه، لأسس الحماية القصوى، وهى أسس بدورها تجعل أى مبنى يقام هناك لا يتجاوز الثلاثة أدوار بأى حال، وبارتفاع أقصاه 11 متراً! إن مثل هذه المقاييس لم تنشأ من فراغ، ولكنها جاءت بعد دراسات طويلة، ومتأنية، لمتخصصين فى مجالها، وأيضاً لمسؤولى الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، الذى يرأسه الأستاذ سمير غريب، والذى أرجوه أن يقف، بكل ما عنده من قوة، ضد ما يتعرض له حى المعادى، منذ فترة، وإلى الآن! وكانت جمعية محبى الأشجار قد خاطبت رئيس الحى، ولم تطلب منه سوى أن يطبق القانون، وأن ينقذ الحى الذى يرأسه من غول اسمه الأبراج ذات العشرين طابقاً، ومنها برجان يقومان حالياً، ويعرف رئيس الحى مكانهما جيداً، ولكنه لم يتحرك لوقف ارتفاعهما، ولا لإزالة الأدوار المخالفة منهما، رغم أنهما مخالفان لكل القوانين التى تحكم طبيعة الحى، وتعمل على الاحتفاظ بطبيعته، وتمنع، أو هكذا نفترض، القضاء على ما تبقى فيه من جمال هناك! ليس أمامنا، والحال كذلك، إلا المحافظ الدكتور سعيد، فهذه هى مسؤوليته كما أن هذا هو وعده، الذى كان قد قال من خلاله إن القاهرة بعده سوف تكون غيرها قبله، ولذلك، فإذا كنت يا سيادة المحافظ، قد أسعفت الزمالك وهو جميل لا ينساه لك سكانها، فلا تخذل المعادى! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كمل جميلك يا محافظ العاصمة كمل جميلك يا محافظ العاصمة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon