توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الكلام لنا!

  مصر اليوم -

الكلام لنا

سليمان جودة

ما سمعته هذا الأسبوع، فى القمة الحكومية التى انعقدت فى دبى، عن تجارب المسؤولين فى ثلاث مدن كبرى حول العالم سوف أضعه أمام قارئ هذه الصحيفة، أولاً، ثم أمام كل مسؤول يعنيه الأمر فى بلدنا، ثانياً، لعل ضميره يحركه، فنرى ذات يوم، على أرض هذا الوطن، مدينة من النوع الذى كانوا يتكلمون عنه هناك بفخر واعتزاز. القمة كانت تبحث فى الطريقة الأفضل، التى تكون بها المدينة ذكية، ولابد أن ذكاء المدينة هنا يعنى عدة أشياء، ليس أولها أن تغرى هى كمدينة كل مواطن، من أجل أن يذهب ويعيش فيها، ولا آخرها أن تقدم له خدماتها المختلفة، كمدينة أيضاً، فى يسر وفى سهولة، بما يجعل منه مواطناً سعيداً فى النهاية.. فهذه هى الغاية المفترضة التى يجب أن تكون أمام عين كل مسؤول عن كل مدينة. ومن الضرورى أن نلتفت هنا إلى أن الحديث يدور حول المدينة، بشكل عام، وليس عن العاصمة تحديداً، وبالتالى، فما نقوله يتعين أن تسعى إليه كل المدن فى بلدنا، من القاهرة إلى أسوان.. لا القاهرة وحدها. سألوا نائب عمدة لندن، فى دبى، عن الطريقة التى تعمل بها مدينته، لتكون ذكية، فقال إن هناك أكثر من سبيل فى هذا الاتجاه، وربما يكون أهم هذه السبل، فى تقديره، هو الاهتمام بالنقل الجماعى فيها، بحيث يكون جاذباً لكل بنى آدم يعيش فى العاصمة الإنجليزية، ولن يكون مثل هذا النقل جاذباً، إلا إذا كان آدمياً، ومريحاً، وهو ما نجحوا فيه إلى حد كبير، ولم يكن هناك بديل آخر، اللهم إلا إعادة تخطيط المدينة عمرانياً، من جديد، وهذا طبعاً صعب للغاية. ليس من الممكن أن يمتلك كل مواطن سيارة خاصة، ثم يمضى بها فى شوارع مدينته، وإذا كان هذا متاحاً لكل مواطن، فإن المدينة - أى مدينة - لن تحتمله بحكم طاقتها الطبيعية على الاستيعاب، ولذلك كان هذا الحل، من جانب عمدة لندن، وهو ما تحدث عنه نائبه فى القمة، ونصح به القائمين على مسؤولية أى مدينة فى العالم. ولما جاء الدور على عمدة برشلونة الإسبانية، قال إن مدينته من أكبر المدن الاقتصادية فى أوروبا، وإنها تعمل على مدى 24 ساعة يومياً، لتكون مدينة المعرفة فى الدنيا، ابتكاراً، وإبداعاً، وخلقاً لكل جديد، فى كل ناحية، ولذلك، فليس غريباً أن يزورها فى العام من 6 إلى 7 ملايين سائح!.. تصوروا: مدينة فى إسبانيا تجلب من السياح، وحدها، ما يوازى تقريباً ما نجلبه نحن، رغم أن عندنا ثلث آثار العالم، ورغم أن مساحتنا مليون كيلومتر مربع، بشواطئ على بحرين من أكبر بحار الأرض! أما نائب عمدة سول، عاصمة كوريا الجنوبية، فقال إن ذكاء مدينته يتجلى فى أكثر من ركن، ومنها، مثلاً، أنهم اخترعوا «النقل الليلى» الذى يعمل من الواحدة للخامسة صباحاً، حتى لا يكون التاكسى هو وسيلة النقل الوحيدة، وحتى لا يقع المواطن فريسة بين أيدى سائقه! هذه هى المدن الثلاث، وهذه هى تجاربها لإسعاد أبنائها.. فماذا لدى مسؤولى المدن عندنا من القاهرة إلى الإسكندرية، ثم إلى أسوان إلى غيرها، من أجل إسعاد كل مصرى يعيش فيها؟!.. إن مسؤول المدينة الذى لا يجرى وراء هذا الهدف، فى كل وقت، لا يستحق مكانه. نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكلام لنا الكلام لنا



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon