توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثعبان الذى تطعمه الدوحة

  مصر اليوم -

الثعبان الذى تطعمه الدوحة

سليمان جودة

قرار سحب سفراء السعودية، والإمارات، والبحرين، من الدوحة، لابد أن يهز كيان قطر، كما لم يهزها شىء من قبل، وأن يجعلها تراجع نفسها، وبسرعة، فى سياستها إزاء جيرانها، ثم فى المنطقة إجمالاً، منذ أن وصل الأمير السابق حمد إلى الحكم، عام 1995، إلى هذه اللحظة. لقد كان هناك أمل عندما تخلى الأمير السابق عن الحكم، فى يونيو الماضى، أن يطرأ تغيير فى التوجهات مع الأمير الابن، ولكن مرور ثمانية أشهر على توليه الحكم يقول إن شيئاً لم يحدث، وإن التوجهات السابقة هى ذاتها الحالية، وإن الاستمرار فيها مستحيل بدليل ما حدث! وعندما يكون رد الفعل على توجهات من هذا النوع، بحجم ما جرى خليجياً، ومن ثلاث عواصم كبرى، بوزن الرياض، وأبوظبى، والمنامة، فلابد أن ينتبه أهل الحكم فى الدوحة إلى أن هناك خطأً فادحاً من جانبهم تراكم بفعل الزمن، حتى تحول إلى خطيئة، وأنه لابد من التحول عن سياسات أعوام مضت، سريعاً ودون إبطاء، لأن الثمن الذى يمكن أن تدفعه الدولة القطرية، إذا مادامت السياسات الحالية، سوف يكون فادحاً! وحين يصدر قرار مفاجئ من العواصم الثلاث بسحب السفراء، فى توقيت واحد هكذا، فليس لهذا معنى سوى أن صبر أنظمة الحكم فى العواصم الثلاث قد نفد، وأن الحكام فيها قد منحوا قطر الفرصة وراء الفرصة، وأنهم قد نبهوها أكثر من مرة، وأن صبرهم عليها قد طال، وأنهم صبروا، وصبروا، وصبروا، فاكتشفوا أن الطرف الآخر قد فهم الصبر على أنه ضعف، فكان لابد من إجراء من نوع ما تم اتخاذه! والغريب أن البيان القطرى، الذى صدر رداً على سحب السفراء، يقول إن الخلاف مع الدول الثلاث إنما هو على أمور خارج شؤون دول مجلس التعاون الخليجى الست، دون أن يقول لنا البيان ما هذه الأمور بالضبط، ودون أن ينتبه الذى حرر البيان إلى أن أموراً يراها أمير قطر أنها خارج شؤون دول مجلس التعاون يمكن جداً، عند الضرورة، أن تمسها مساً مباشراً، وفى الصميم.ذلك أنه من غير المعقول، ولا من المنطقى أبداً، ولا من المقبول تحت أى ظرف، أن تظل جماعة الإخوان تتآمر، علناً، على أنظمة الحكم فى الدول الثلاث، وتعمل طول الوقت على هز استقرارها، وعلى تقويض دعائمها، ثم تحتضن الدوحة الجماعة نفسها، وتحمى رموزاً مقيتة فيها، وتدعمهم، وتعطيهم الحرية فى أن يمارسوا، من فوق أرضها، ما لا يمكن أن تقبله أى دولة فى حقها! ولو أنصفت الدوحة لأدركت، منذ لحظتها الأولى، أنها تربى ثعباناً فى حجرها، إذا جاز التعبير، وأن التجربة تقول إن الإخوان لا أمان لهم، ولا عهد، ولا ذمة، ولا ضمير، وإنهم سوف ينقلبون على قطر نفسها، فى أقرب فرصة ممكنة، وإنهم لن يترددوا لحظة فى التهامها بالكامل! هل تنسى قطر أن السعودية كانت هى التى آوت الإخوان أيام محنتهم مع عبدالناصر، وهى التى ساعدتهم، ومنحتهم فرصة العمل، والإقامة، والكسب، فإذا بهم أول من ينقلبون عليها، وإذا بهم أول من يخطط للإطاحة بنظام الحكم فى الرياض، وإذا بهم يعضون اليد التى امتدت إليهم؟! لو أن قطر راجعت ما قاله، مراراً، الأمير نايف بن عبدالعزيز، وزير داخلية السعودية، يرحمه الله، فى الجماعة الإخوانية، وكيف أنها أصل البلاء فى المنطقة، فسوف تدرك عندها فقط أن هذه جماعة تخصصت فى هدم الدول، لا فى بنائها أبداً، وأنها لن تتردد دقيقة واحدة فى هدم قطر نفسها، وفى ابتلاعها ذاتها، كما حاولت مع مصر، مثلاً، لولا أن الله تعالى سلم، ولولا أن الله تعالى قيض لمصر رجالاً وطنيين، وضعوا الوطن فوق كل ما عداه!  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثعبان الذى تطعمه الدوحة الثعبان الذى تطعمه الدوحة



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon