توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمدين لا يرى قتلى مسطرد

  مصر اليوم -

حمدين لا يرى قتلى مسطرد

سليمان جودة

لم أقرأ حرفاً للمرشح حمدين صباحى، حول مقتل الجنود الستة الذين حصدهم إرهاب الإخوان فى مسطرد.. وفى الوقت ذاته، فإننى لا أفتح صحيفة، ولا أتطلع إلى شاشة، إلا وأجده يتكلم عن أن «الثوار» موجودون فى السجن! والحقيقة أنه كررها بأكثر من اللازم، حتى صار الأمر مستفزاً للغاية، دون أن يقول لنا شيئاً عمن هم الثوار بالضبط الذين يقصدهم، والذين يرى وجودهم فى السجن ظلماً، ويطلب الإفراج عنهم!.. وكأن الثوار الذين يتحدث عنهم، فى منامه ويقظته، أصحاب حق، بينما المغدورون الستة، ثم الذين سبقوهم فى الطريق ذاته، لا حق لهم من أى نوع.. فأى منطق هذا؟!.. وأى عقلية يمكن أن تنجرف وراء منطق من هذا النوع؟! وبطبيعة الحال، فإنه يقصد إخواننا الذين خرجوا ذات يوم فى مظاهرة، دون إذن، واقتحموا مبنى حكومياً، واعتدوا على ضباط شرطة فى مواقع عملهم، فألقى البوليس القبض عليهم، وأحالتهم النيابة للمحاكمة، وحصلوا على حكم من القضاء العادى. هو، إذن، لا يرى فى الاعتداء على ضابط الشرطة، فى موقع عمله، أى جريمة من أى نوع، ولا أعرف، بالتالى، أين سيكون موقع مثل هذا الضابط بين أولويات هذا المرشح الرئاسى، لو كتب الله له أن يفوز؟!.. فالمقدمات تقود دائماً إلى نتائجها، وإذا كانت هذه هى نظرته لضابط الشرطة، بينما هو، أقصد حمدين، لايزال مرشحاً، فإن لنا أن نتصور بؤس حال الضابط نفسه فى دولة يكون هذا المرشح هو رئيسها! إنه، والحال هكذا، لن يكتفى وقتها بأن يسمى المعتدين على ضباط الشرطة ثواراً، ولكنه ربما يدعو كل مواطن إلى الاعتداء على كل ضابط شرطة يصادفه فى أى طريق! ليس هذا فقط، وإنما يجب أن يستوقفنا تماماً أنه عندما يسميهم ثواراً، ويطلب الإفراج عنهم، والحرية لهم، ثم لا يرمش له جفن إزاء ستة جنود ماتوا رمياً بالرصاص، وهم متوضئون، فإن هذا معناه المباشر أنه لا يلقى بالاً، لا لنيابة حققت، ولا لقضاء حكم على الذين يسميهم هو ثواراً! كيف، بالله، أطمئن أنا، أو يطمئن أى مصرى إلى مرشح رئاسى لا يهمه فى قليل أو كثير، أن يسقط جنود وحماة هذا الوطن قتلى فى عرض الطريق، بينما يهمه جداً أن يسمى المعتدين على ضباط الشرطة فى مواقع عملهم ثواراً؟! كيف، بالله، أطمئن أنا، أو يطمئن غيرى، إلى مرشح رئاسى لا يهتم كثيراً ولا قليلاً بنيابة حققت، ولا بقضاء حكم، ولا يلتفت إليهما، لأن كل ما يهمه أن يدغدغ مشاعر بعض المصريين بالكلام عن «الثوار»! أفهم، ويفهم غيرى، أن يحدد الذين يقصدهم بالاسم، وأن يقول إن فلان الفلانى من الشباب تم اعتقاله دون ذنب، وحبسه دون جريمة، يوم كذا! عندئذ، سوف أقف إلى جواره، ويقف غيرى إلى جانبه، ونطالب أكثر منه بالحرية لفلان الفلانى هذا!.. أما أن يواصل حمدين ما يقوله، وكأنه يفترض أن مستمعيه بلا عقول، فليس لهذا من معنى سوى أننا أمام مرشح يتاجر بالثورة، كما كان الإخوان يتاجرون بالدين سواء بسواء.. وأخشى أن يكون تجاهله إدانة القتلة الجبناء فى فجيعة مسطرد راجعاً إلى رغبته فى مغازلة الإخوان، لعل بعض أتباعهم يصوتون لصالحه فى الانتخابات.. فما أتعسه من رهان! نقلاً عن "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمدين لا يرى قتلى مسطرد حمدين لا يرى قتلى مسطرد



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon