سليمان جودة
أريد من المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، شيئاً محدداً، وأعتقد أن ملايين غيرى يريدون منه الشىء نفسه، وهو أن يتصرف فى منصبه ضد الخارجين على القانون، سواء كانوا «إخواناً» أو غير إخوان، ليس باعتباره رئيساً لحكومة جاءت بها ثورة فقط، وإنما باعتباره رئيس حكومة لثورة منتصرة.
وعلامة الانتصار هنا لها دليلان لا تخطئهما أى عين.. أما الأول فهو الاستفتاء على الدستور فى 14 و15 يناير الماضى، ففيه خرج المصريون مؤيدين الدستور ما بعد الإخوان، ربما كما لم يخرجوا من قبل فى أى استفتاء مماثل، ومن شأن الإقبال الذى حظى به دستور 30 يونيو أن يجعل الحكومة التى تتصرف بعده تقطع خطواتها لصالح عموم الناس، وهى واثقة تماماً من أن وراءها كثيرين يؤيدونها، ولا يؤيدون ما كان قائماً قبل دستور ما بعد الإخوان، ومن أنها تستند إلى أساس صلب.
وأما الدليل الثانى فهو احتفال المصريين بذكرى 25 يناير هذا العام، فقد كانت هذه الذكرى الثالثة هى آخر ما كان الإخوان يراهنون عليه، إلى الدرجة التى كان معها «مرسى» يخرِّف ويقول، بل يتوهم، أن المصريين سوف يخرجون مؤيدين له ولجماعته الإرهابية، فى ذلك اليوم، فإذا بنا أمام العكس، وإذا بنا أمام ملايين خرجوا مؤيدين خريطة الطريق ومتمسكين بها، وإذا بنا أمام ملايين خرجوا ليقولوا «لا» بأعلى صوت للإخوان، ولزمن الإخوان، ولإرهاب الإخوان!.. وإذا بالإخوان يواجهون خذلاناً فى ذلك اليوم لم يواجهوه من قبل.
دليلان من هذا النوع لابد أن يجعلا رئيس الحكومة، أو أى مسؤول آخر فى الدولة، يتصرف بقلب جامد للغاية، ويتخذ قراراته على أى مستوى وهو مطمئن إلى أن وراءه مواطنين يؤيدون الحكومة، فى غالبيتهم الكبيرة، ويريدون منه أن يكون قوياً بكل معانى القوة وهو يتخذ أى قرار.
لماذا أقول هذا الكلام؟!.. أقوله لأن رئيس الحكومة قال يوم الثلاثاء، إن حكومته تبحث الطرق القانونية التى تتيح لها إصلاح ما يفسده تخريب الإخوان من جيوبهم، ومن مالهم!
وقد كنت أتصور أن تكون الحكومة قد انتهت من خطوة كهذه، منذ وقت مبكر، وخصصت بالفعل مبلغاً من مال «الجماعة» ومال قياداتها، للإنفاق الفورى على كل تخريب يقوم به أى أتباع لهم، وبحيث إذا أحرقوا سيارة للشرطة، مثلاً، يتم فى اليوم التالى مباشرة شراء سيارة جديدة من الموديل نفسه، ومن مالهم، ويتم إعلان ذلك للجميع، وكذلك الحال مع أى سيارة لأى مواطن، ومع أى منشأة تتعرض لأى أذى من جانب أولئك الأتباع الذين يمارسون تخريبهم دون رادع.
صدقونى.. إذا بادرتم بهذا سريعاً فسوف يكتوون هم بنار ما يرتكبون، أو يرتكب أتباعهم، وسوف يتوقفون فى الحال، لأنهم سيدفعون ثمن عبثهم من جيوبهم، ولا تشغلوا أنفسكم طويلاً بحكاية البحث عن الطرق القانونية للإقدام على هذه الخطوة المطلوبة بسرعة، لأن ما يفعلونه أصلاً ضد أى قانون.
نقلا عن المصري اليوم