توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عندما يفترض الأمريكان أننا بلا عقول!

  مصر اليوم -

عندما يفترض الأمريكان أننا بلا عقول

سليمان جودة

التصريح الصادر عن مساعد مستشارة الرئيس الأمريكى للأمن القومى، فى أعقاب زيارة أوباما إلى الرياض، الجمعة الماضى، يشير إلى أن الأمريكان يفترضون فينا، أننا بلا عقول! لقد قيل قبل الزيارة بأيام، إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ملك السعودية، سوف يطلب من نظيره الأمريكى، دعم الاستقرار فى القاهرة، ولابد أن خادم الحرمين الشريفين، قد طلب هذا فعلاً من ساكن البيت الأبيض، ولابد أيضاً أن الملك السعودى، حين طلب هذا من أوباما، كان صادقاً فيما يقوله ويطلبه، وكان ينتظر صدقاً مماثلاً ممنْ يخاطبه على الجانب الأمريكى. والصدق هنا له معنى واحد، هو أن يكون دعم مصر بالأفعال، لا الأقوال، التى لا تساوى وزنها تراباً! فإذا ما بحثنا عن صدق من هذا النوع، على الجانب السعودى، فسوف نجده متجسداً فى أفعال حقيقية منذ ثورة 30 يونيو، إلى اليوم، ولم يكن هناك دليل على ذلك، إلا بيان الملك نفسه، يوم 16 أغسطس الماضى، والذى أكد فيه، بما لا يدع أى مجال لأى شك، أن المملكة تقف إلى جوار المصريين، ضد الضلال، وضد التضليل، وأن الذين يراهنون على أن العنف يمكن أن يؤدى إلى نتيجة على الأرض المصرية، سوف يخيب أملهم يقيناً. ليس هذا فقط، وإنما قال الملك فى بيانه، فى ذلك اليوم، إن الرياض لن تتخلى عن مساندة القاهرة، بكل قوة، حتى ولو أدى ذلك إلى الإضرار بمصالحها مع أمريكا خصوصاً، ومع الغرب عموماً! بعدها مباشرة قام الأمير سعود الفيصل، وزير خارجية السعودية، بزيارة إلى باريس، أدت على الفور إلى اعتدال موازين دولية كانت قد مالت ضدنا، وكانت قد تعاطفت، عن هوى، وعن مصالح مجردة، مع جماعة إرهابية اسمها جماعة الإخوان! وفى 7 مارس الحالى، وجه الملك ذاته، ضربة قاصمة إلى الإخوان على أرض المملكة، وفى خارجها سواء بسواء. هذه الوقائع، مجرد بعض من كل، وهى فى النهاية تقول بأن السعودية عندما قررت أن تدعمنا سياسياً، قبل أن تدعم اقتصادنا، فإنها كانت تعنى ما تقوله على أرفع مستوى. تبحث أنت، عن مثل هذا الصدق، على الجانب الأمريكى، فتكتشف - مثلاً - أن القاهرة كانت قد أرسلت عدداً من طائرات الأباتشى للصيانة فى الولايات المتحدة، وهى طائرات، كما نعرف، لها دور مهم فى مقاومة واقتلاع الإرهاب من جذوره فى سيناء، فإذا بالإدارة الأمريكية تحتجز الطائرات هناك، بما يعنى بشكل مباشر، أننا أمام إدارة أمريكية تقول فى الإعلام إنها تدعم الاستقرار فى مصر، ثم يقول فعلها وينطق بأنها تدعم الإرهاب، لا الاستقرار! وتبحث، مرة أخرى، عن مثيل للصدق السعودى معنا، على الجانب الأمريكى، فتكتشف للمرة الثانية، أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية قالت قبل أسبوعين، إن بلادها لم تقرر بعد، تصنيف «الإخوان» جماعة إرهابية، لأن «الجماعة» على حد تعبير المتحدثة، لا تمثل خطراً على واشنطن، فإذا بطلاب منتمين إلى الإخوان يرفعون فى اليوم التالى، أعلام «القاعدة» فى جامعة القاهرة، بما يعنى بشكل مباشر أيضاً، أننا أمام بلد يدعم «القاعدة» ذاتها، على أرضنا، ثم يتبجح ويقول بأنه يدعم استقرارنا! بقى أن أقول إن مساعد مستشارة الرئيس الأمريكى قال فى تصريحه، عقب زيارة أوباما إلى السعودية، إن بلاده تشارك المملكة، فى رغبتها، أى رغبة السعودية، فى رؤية مصر مستقرة، وليس لهذا التصريح من جانبه، إذا ما قارنته بأفعال بلاده، التى سردت لك بعضاً منها، إلا معنى أساسى، هو أن هذا المساعد كاذب تماماً مثل رئيسه، فيما يقوله، لأنه تصريح لا يصدقه أى شىء على الأرض! "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما يفترض الأمريكان أننا بلا عقول عندما يفترض الأمريكان أننا بلا عقول



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon