توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مبنى «الوطنى» يعود إلى أصله

  مصر اليوم -

مبنى «الوطنى» يعود إلى أصله

سليمان جودة

تلقيت رسالة تحمل توقيع 26 من أساتذة العمارة، والتخطيط العمرانى، والخبراء، والكُتاب، وجميعهم يرفضون تماماً قرار مجلس الوزراء، الصادر فى 27 مارس الماضى، بهدم مبنى الحزب الوطنى على كورنيش النيل، وضم أرضه إلى المتحف المصرى المجاور لها. الرافضون، وكلهم أصحاب أسماء كبيرة فى مجالها، عندهم مبررات موضوعية للرفض، وأخرى قانونية مجردة. أما القانونية فهى أن المبنى قد تم حصره عام 2006 ضمن قائمة المبانى ذات القيمة المتميزة، وفقاً للقانون الذى يحكم أى عملية حصر من هذا النوع، وبالتالى فإن الهدم سوف يضع مجلس الوزراء تحت طائلة المخالفة الصريحة للقانون، ما لم يتم إخراج المبنى من قائمة الحصر المقيد فيها منذ ذلك التاريخ! وأما المبررات الموضوعية فهى أن المبنى يقع ضمن منطقة القاهرة الخديوية، وهو ما يعنى أن هدمه سوف يكون له تأثير مباشر على المشهد البصرى العام للمنطقة، الذى يجب أن نحرص عليه، وعلى اتساقه إجمالاً، كما أن المبنى يمثل ثروة عقارية ممتازة، وقد يكون من الأوفق، فى نظر الأساتذة أصحاب الرسالة، أن يجرى استغلاله بما يدر عائداً على البلد، فى ظروفه هذه، كأن يتم ترميمه وتحويله إلى فندق يطل على النيل مثلاً، بدلاً من هدمه وتسويته بالأرض. وفى صباح أمس، كان سامى شرف، سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات، قد كتب فى «المصرى اليوم» معترضاً أيضاً على الهدم لأسباب أخرى، من بينها أن المبنى أقيم فى الأصل بأموال قدمتها مخابرات الولايات المتحدة وبريطانيا إلى عبدالناصر ورفاقه سراً، فى بدء ثورة يوليو، على سبيل الرشوة، وبهدف وقف دعم «يوليو» للثورة فى الجزائر، إلا أن عبدالناصر أخذ الأموال وأقام بها برج القاهرة، مرة، وهذا المبنى، مرة أخرى، ليكون المبنيان دليلاً باقياً على غباء وحماقة المخابرات فى البلدين، عندما اعتقدتا أن أموالهما سوف تغير من مواقف ثورة يوليو فى مساندة الشعوب الحرة! لهذا، يرى سامى شرف أن للمبنى قيمة تاريخية لا يجوز نسيانها، ولا هدم المبنى الذى يمثلها ويُبقيها حية فى ذاكرة الناس. والحقيقة أنى أقدر ما يراه أصحاب الرسالة من الأساتذة، والخبراء، والكتاب، بقدر ما استوعب ما يريد «شرف» أن يقوله، غير أنى، فى المقابل، أتطلع إلىالمتحف المصرى فأحزن على حاله، وأشفق على وضعه، وأرى أن موقف أساتذة العمارة، ومعهم رأى السيد «شرف»، كان من الممكن أن تكون جميعها محل تعاطف وإجماع الرأى العام فى البلد، لو كانت الحكومة قد قررت هدم المبنى وبيع أرضه لمستثمر مثلاً! وبما أن هذا لم يحدث، وبما أن القصد هو إضافة مساحة إلى المتحف يتنفس منها، وبما أن الهدف أن تتيح مثل هذه الإضافة إلى المتحف عرض بعض آثارنا المكدسة فى المخازن، فأظن أن المتحف يصبح أحق، وأظن أيضاً أن متحفنا فى التحرير لو امتد، من خلال أرض المبنى، ليطل على النيل، فسوف يكون له عندئذ، كمتحف، منظر آخر، ومشهد مختلف يليق بآثارنا التى يجب أن يراها الناس، لا أن تظل حبيسة مخازنها. ثم إن الأرض، فى الأصل، جزء جرى اقتطاعه من حديقة المتحف، وبالتالى فإن استعادة المتحف لها هى نوع من إعادة الشىء إلى أصله!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبنى «الوطنى» يعود إلى أصله مبنى «الوطنى» يعود إلى أصله



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon