توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهلاً بصاحب نوبل

  مصر اليوم -

أهلاً بصاحب نوبل

سليمان جودة

الآن.. والآن فقط.. يتفاءل الواحد منا بمستقبل هذا البلد، رغم دواعى الإحباط حولنا، بدءاً من فتنة مصنوعة فى أسوان، لا مبرر لها، ومروراً بعبث إخوانى إجرامى فى الجامعات، لا تمارسه إلا نفوس انفصلت عن طينة أرضنا، وانتهاءً بما قد يتراءى لك فى مشهد هنا مرة، وهناك مرات، من مصريين لا تربطهم بهذا الوطن سوى بيانات مكتوبة فى البطاقة! نتفاءل رغم دواعى الإحباط، لأن نزاعاً طال بأكثر مما يجب بين جامعة النيل ومدينة زويل، قد وجد حلاً على يد المستشار المحترم عدلى منصور، رئيس الجمهورية. وصل النزاع إلى حل، وأظن أنه لم يكن ليصل إلى هذا الحل، لولا أن قيد الله له رجلاً فى قصر الرئاسة، من نوعية المستشار منصور، الذى يعرف معنى أن يصدر حكم قضائى لطرف ضد طرف فى أى نزاع، ثم ضرورة أن يجد الحكم مَنْ يطبقه، ولا يجادل فيه، مهما كان وزن الطرف الذى جاء الحكم على حسابه. وبصرف النظر عن كل ما فات، فليس لنا الآن أن نلتفت إليه، أو نتوقف عنده، وإنما علينا، أو بمعنى أدق، على الطرفين أن يتجها بكامل طاقتهما وجهدهما إلى النظر لما هو مقبل، ثم العمل من أجله، لعلهما معاً يعوضان بعضاً مما فات من الوقت. الآن.. لا حجة لجامعة النيل، وليس عندها دقيقة تضيعها، وعلى القائمين عليها أن يكونوا على يقين بأن المصريين ينتظرون منها، كجامعة أهلية سوف يصدر قرار تصنيفها بهذه الصفة خلال أيام، أن تثبت لهم أنها جامعة مختلفة عن سائر الجامعات فى بلدنا، وأننا إذا كنا قد عرفنا منذ نشأة جامعة القاهرة عام 1908 إلى اليوم، جامعات حكومية تعمل تحت شعار «العين بصيرة واليد قصيرة»، وجامعات أخرى خاصة تهدف إلى الربح بحكم طبيعتها، فإن الجامعة الأهلية مغايرة تماماً، لأن عندها من الإمكانات ما لا تملكه جامعات الحكومة، ولأن الربح ليس من بين أهدافها، ولأن تقديم العلم لطلابها كما يجب أن يكون هو كل غرضها. نريد من «النيل» أن تكون، منذ اللحظة، نموذجاً يحتذيه غيرها، وأن تتوالد فى قادم الأيام، فتكون لها فروع فى أنحاء الجمهورية، من أسوان إلى الإسكندرية، وأن تشحذ همم آخرين من قادرينا، لأن يسيروا برؤوس أموالهم وراءها، فيكون للتعليم الأهلى بيننا ما يتعين أن يكون له من مكان ومن مكانة. أما الدكتور أحمد زويل، فقد عارضته طويلاً فى أمر «النيل» فقط، وأيدته كثيراً فى كل ما عدا ذلك.. قد أكون قد قسوت فى بعض المرات، ولكن يعلم الله أن ذلك لم يكن ضد شخصه، بقدر ما كان انتصاراً لقيمة، أو انحيازاً إلى مبدأ، ولو أن أحداً راجع كل ما كتبته فى هذا الشأن، فسوف يتبين له أنى كنت منذ البداية حريصاً على أن أقول بوضوح، فى كل مرة تعرضت فيها للموضوع، إن «زويل» عالم فذ، وإنه فوق رؤوسنا جميعاً، وإن وزنه العلمى الرفيع، هنا وفى الخارج، لا يناقش فيه اثنان، وإن مساندة مدينته العلمية إنما هى فرض عين على كل واحد فينا، وإن كل ما كنا على خلاف معه فيه، هو أن مصر يمكن أن تتسع لجامعة النيل ولمدينته معاً، وإن الكيانين يمكن، بل يتعين أن يقوما معاً، لا أن يكون أحدهما على حساب الآخر.. هذا هو كل ما كان فى الموضوع. ولست أظن أن تمسك العالم الكبير بموقفه كانت وراءه أسباب شخصية، إذ كنت أرى، ولا أزال، أن الرجل قد حاز ما يطمح إليه أى إنسان فى حياته من مجد، ومن شهرة، وأنه ليس فى حاجة إلى تحقيق المزيد منهما، فعنده منهما ما يكفى ويزيد. وليس أمامنا، الآن، إلا أن نقول: أهلاً بالدكتور زويل بيننا، وأهلاً به على أرض بلده، وأهلاً به منشئاً لمدينته فى أى موقع يراه، ولابد أن كل مصرى وطنى سوف لا يملك، والحال هكذا، إلا أن يكون جندياً مخلصاً لـ«زويل» فى أى موقع جديد لمدينته تقع عليه عيناه. "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهلاً بصاحب نوبل أهلاً بصاحب نوبل



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon