توقيت القاهرة المحلي 21:12:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمانة ليلى إسكندر

  مصر اليوم -

أمانة ليلى إسكندر

سليمان جودة

هل صحيح أن الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة البيئة، ممنوعة من الكلام عن موضوع الفحم فى التليفزيون؟!.. وهل صحيح أن المنع صدر إليها من جهات عليا؟! هذا كلام منشور فى صحيفة «الصباح» هذا الأسبوع، وهو كلام أرجحه، لأن الوزيرة تعارض بقوة استخدام الفحم، كوقود، فى مصانع الأسمنت، وترى أن له آثاراً مدمرة على حياة الإنسان. ولكن الواضح أن معارضتها الشرسة للمسألة قد ذهبت أدراج الرياح، بعد أن اتخذ مجلس الوزراء قراراً بالاستخدام، وصمم عليه، ولايزال رئيس الحكومة يقول إنه لا رجعة عن القرار! وإذا كان هناك شىء نحسبه للمهندس إبراهيم محلب، رئيس الحكومة، فى هذا الملف، وفى غيره، فهذا الشىء هو أنه قادر على اتخاذ القرار.. حدث هذا ثلاث مرات حتى الآن: مرة فى قضية مبنى الحزب الوطنى، ومرة فى قضية الفيلم إياه، ثم ثالثة فى حكاية الفحم! غير أن القدرة على اتخاذ القرار، إذا كانت حسنة من حسنات محلب، وإذا كانت سمة من سمات رئيس الوزراء الناجح، فإن لها بقية لابد منها، وهى قدرة صاحب القرار على إقناع الرأى العام بقراره، حتى لا يبدو وكأنه ديكتاتور يتخذ القرار، ولا يعنيه بعد ذلك أن يعارضه أى أحد! وبطبيعة الحال، فإن المبرر، الذى تقدمه الحكومة لاستخدام الفحم، معقول، وهو نقص الطاقة عندنا، وعدم قدرتنا على توفيرها للمصانع، التى تكاد تتوقف عن العمل! من ناحيتى، مازلت على يقين بأن عندنا من الطاقة ما يكفى مصانع الأسمنت ويزيد، ثم يغنينا عن الفحم وغيره، بشرط أن تقود الحكومة حملة جادة، وطويلة النفس، يتعلم منها كل مواطن كيف يكون رشيداً فى استخدام الكهرباء فى بيته، وفى عمله، وساعتها سوف ينزل حجم استهلاكنا إلى النصف! غير أن المواطن لن يكون رشيداً، إذا كان الرشد نفسه غائباً عن الحكومة فى استهلاكها، وإذا كانت الحكومة تضىء الشوارع والطرق نهاراً، وتطفئها ليلاً! والسؤال هو: هل استخدام الفحم يؤثر بشكل سلبى على صحة المواطنين؟!.. وزيرة البيئة تؤكد ذلك، وتقسم على كل كتاب مقدس بأن التأثير خطير ومدمر! وإذا كان هذا هو رأيها، الذى تعلنه فى كل مناسبة، فلابد من احترامه.. لابد.. وإلا فإلغاء الوزارة أفضل، لأن هذا هو صميم عملها، وجوهر مهمتها. وأمام تمسك الحكومة بقرارها، فإن على الوزيرة ألا تستسلم، وأن تخرج علينا وتقول - ما معناه - إنها لاتزال ترفض استخدام الفحم رفضاً مطلقاً، وأن الحكومة لا تسمع لرأيها، وأن الحكومة قد تكون معذورة فى تمسكها بالقرار.. قد.. ولكن هذا ليس معناه أن نضحى بصحة كل مصرى، فى سبيل أن تعيش مصانع الأسمنت! فما الحل؟!.. الحل أن تخرج الوزيرة علينا لتقول، بكل وضوح، إن استخدام الفحم، إذا كان لابد منه، فإن له معايير محددة، وضوابط معينة، وأن هذه هى المعايير والضوابط، التى لا فصال فيها، وأن وزارتها سوف تراقب الالتزام بها، بكل قوة ممكنة، وأنها إذا لم تستطع إلزام المصانع بالمعايير والضوابط العالمية المقررة سوف تستقيل، لتضع كل مسؤول أمام مسؤوليته، لأن صحة كل مواطن يجب أن تعلو، ولا يعلو عليها شىء! على الوزيرة أن تقاوم، وألا تستسلم، وأن تؤدى مهمتها بأمانة، حتى النهاية، وعلى كل صاحب ضمير فى بلدنا أن يساندها، فما أسوأ أن تقاتل الوزيرة، من أجل صحة كل بنى آدم على هذه الأرض، ثم تكتشف أنها تقاتل وحدها! "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمانة ليلى إسكندر أمانة ليلى إسكندر



GMT 09:38 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لمن يهتف المتظاهرون؟

GMT 09:36 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من دفتر الجماعة والمحروسة

GMT 09:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

السلام في أوكرانيا يعيد روسيا إلى عائلة الأمم!

GMT 09:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

«وباء العنف الجنسي» في حرب السودان

GMT 09:32 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أيُّ غدٍ للبنان بعد الحرب؟

GMT 09:30 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

المتحف المصري الكبير

GMT 09:29 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقال نتنياهو بين الخيال والواقع

GMT 09:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أما رابعهم فهو المُدَّعي خان

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon