توقيت القاهرة المحلي 11:53:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

طلعت حماد كان يعرف!

  مصر اليوم -

طلعت حماد كان يعرف

بقلم - سليمان جودة

لم أعرف بنبأ رحيل المستشار طلعت حماد إلا من الوزير المحترم الدكتور إبراهيم فوزى، الذى كان يعرفه جيدًا، ويعرف أهمية ما قام به أيام وجوده عضوًا بارزًا فى حكومة الدكتور كمال الجنزورى الأولى!.. وقد خلت الصحف من الإشارة إلى خبر رحيل الرجل ولم تنشر عنه شيئًا، رغم أنه كان يحكم مصر بمعنى من المعانى فى وقت من الأوقات!.

وأنا مع الدكتور فوزى فى حديثه عن أن للمستشار حماد الدور الأهم فيما قدمه الدكتور الجنزورى، يرحمه الله، عندما تولى الحكومة منتصف تسعينيات القرن الماضى!.

كان وزيرًا للمتابعة فى الحكومة وقتها، وكانت له معارك وصولات وجولات، سواء مع وزراء فى الحكومة نفسها، أو مع محافظين فى أنحاء الجمهورية، ولم تكن معاركه حول أشياء شخصية أو شؤون فرعية، ولكنها كانت حول أمور مائلة كثيرة كان لا يأتيه نوم إلا إذا جعلها فى مكانها الصحيح!.

وكثيرًا ما كان يطلبنى ويروى لى الكثير عن تفاصيل ما كان يفعله وقت أن كان على رأس الوزارة الأهم فى الحكومة، ولم يكن فى حاجة إلى أن يفعل ذلك، لأنى أذكر تمامًا، ويذكر معى الذين عاشوا تلك الأيام، ماذا كان يفعل، وماذا كان يقدم للعمل العام.. فلقد كان دينامو الحكومة بالمعنى الحرفى للكلمة طوال سنوات أربع كان خلالها لا يهدأ إلى جوار الجنزورى!.

ولماذا لا تكون وزارته هى الأهم إذا كانت مهمتها تتلخص فى متابعة كل شأن حكومى حتى يتحول من قرار اتخذته الحكومة إلى فعل منضبط فى حياة الناس؟!.

كان يعرف أنه مكلف وزيرًا للمتابعة، وكان يفهم المتابعة كما يجب أن تكون، وكان إذا اجتمع مجلس الوزراء يوم الأربعاء مثلًا، فإنه لا يجيئه نوم فى المساء إلا إذا انتهت المطابع الأميرية من طباعة ما جرى فى الاجتماع، ليكون فى اليوم التالى جاهزًا على مكتب كل وزير فى الحكومة!.

وقد عاش يقاتل على أكثر من جبهة على مدى سنواته الأربع، وكان قتاله مع الذين لا يهمهم إلا الشكل فيما تقدمه الحكومة للمواطنين، بينما كان هو يشغله المضمون!. كان يمارس وظيفته عن إيمان بها، وعن إخلاص لها، وعن رغبة فى الإنجاز للبلد، وكان وجوده قبل الوزارة فى المجالس القومية المتخصصة مع الدكتور عبدالقادر حاتم فرصة أتاحتها الظروف أمامه ليكون على دراية، ليس فقط بالمشكلات فى كل مجال عام، ولكن بحلول كل مشكلة أيضًا!. وإذا لم يكن يرحمه الله قد فعل شيئًا سوى أنه زرع أمامنا ضرورة المتابعة كفكرة، فهذا سوف يظل يكفيه، ولكن يبقى أن نؤمن من بعده بهذه الفكرة وأن نعطيها الفرصة لتنمو بيننا!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلعت حماد كان يعرف طلعت حماد كان يعرف



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon