توقيت القاهرة المحلي 20:27:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تليفون لـ«فتحى سرور»

  مصر اليوم -

تليفون لـ«فتحى سرور»

سليمان جودة

رأيت فى المغرب، أول هذا الشهر، كيف احتفلت صحافة الرباط بالدكتور مراد وهبة، ورأيت بعينى، قبلها، كيف احتفى به الوزير محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة الثقافى الدولى، ورأيت هناك، للمرة الثالثة، كيف أن مثقفين عرباً كباراً كانوا يتحدثون إلى الدكتور وهبة تارة، ويتطلعون إليه تارة أخرى، ولسان حالهم يقول: كيف يكون مثل هذا الرجل، بعقله الفريد، موجوداً فى مصر، ثم يكون هذا هو حال التعليم فيها؟!

وللتعليم معه قصة رواها لى، ونحن معاً فى سيارة تنقلنا من أصيلة إلى طنجة على شاطئ المحيط الأطلنطى.

لقد قضى الرجل كل لحظة مضت فى حياته، ومنتهى أمله أن يدرب التعليم طلابنا على الابتكار، قبل أن يدربهم على أى شىء آخر.

ولأنه ليس مجرد أستاذ للفلسفة فى الجامعة، ولأنه يحمل فى رأسه عقلاً، من النادر أن يحمله رأس أستاذ فلسفة، فهو لم يتوقف بما يريده عند حدود التمنى، ولكنه أعد ذات يوم برنامجاً دراسياً كاملاً، يمكن به أن يتحقق هدفان: أولهما أن يقوم التعليم فى مدارسنا على أن الطالب لا بد أن يتعلم كيف يكون مبدعاً لا مجرد حافظ لدروس يتلقاها ليمتحن فيها، وينساها. وثانيهما أن يكون الاعتماد فى تقييم مدى تحصيل الطالب ومدى فهمه ومدى استيعابه على أشياء كثيرة، ليس من بينها الامتحان بصورته التى يجرى بها حالياً، فإذا كان لا بد من أن يكون الامتحان من بين أدوات التقييم، فليكن آخر أداة، لا أول أداة أبداً، ولا الأداة الرئيسية أو الوحيدة، كما هو حاصل الآن فى مدارسنا وفى جامعاتنا.

كانت الفكرة فى حاجة إلى مسؤول شجاع يأخذها، ويضعها موضع التنفيذ، وكان وضعها موضع التنفيذ خصوصاً فى تحديد موقع الامتحان كأداة بشكله الحالى فى تقييم الطالب- معناه أن تتراجع قيمة الكتاب الخارجى، وأن يأتى يوم تختفى فيه «الفجالة» تماماً، من حياة كل طالب.

وحين صار الدكتور فتحى سرور وزيراً للتعليم، اقتنع بفكرة الدكتور مراد، وقرر أن يأخذها، وأن يترجمها على الأرض فى مدارسنا.. وما إن بدأ حتى جاءه تليفون من وزير الدخلية، وقتها، يطلب منه صراحة أن يترك «الفجالة» فى حالها، وأن يبتعد عنها.. وقد ابتعد الدكتور سرور، وترك «الفجالة» على حالها ليبقى التعليم على حاله!

ولم يكن للتليفون من معنى سوى أن ما تسمعه أنت من الدولة عن أن أمر التعليم يهمها كلام لا يساوى وزنه تراباً!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تليفون لـ«فتحى سرور» تليفون لـ«فتحى سرور»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 08:35 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

دفاتر النكسة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 23:00 2018 الأربعاء ,05 أيلول / سبتمبر

البيت الأبيض يصف كتاب "بوب وودورد" بأنه "قصص ملفقة"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon