توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دنلوب العصر

  مصر اليوم -

دنلوب العصر

بقلم - سليمان جودة

نخطئ إذا تصورنا أن إسرائيل تريد القضاء على حركة حماس فى قطاع غزة، فالقضاء عليها ليس الهدف من وراء كل هذه الضربات الوحشية على الناس فى القطاع، ولكن الهدف هو تقليص قدراتها ونزع بعض أسنانها، بالإضافة طبعًا إلى الثأر لهجوم السابع من أكتوبر.. هكذا قالت تل أبيب منذ اللحظة الأولى، وهكذا لم تنكر أو تدارى.

ولو عاد أحد إلى ما صدر عن الحكومة الإسرائيلية، عندما شنت كتائب القسام هجومها فى ٧ أكتوبر، فسوف يجد هذا المعنى فى حديث الحكومة هناك عما تتجه إليه فى غزة.

أما لماذا؟.. فلأن وجود حماس فى حد ذاته ضمانة لبقاء قضية فلسطين منقسمة وبالتالى معلقة بلا حل، وقد عاشت الحكومات المتعاقبة فى الدولة العبرية لا تريد حلًا للقضية ولا تسعى إليه، وكانت تحرص على أن تكون حماس موجودة فى غزة، بمثل ما إن السلطة الفلسطينية موجودة فى الضفة الغربية.

وعندما يكون الوضع الفلسطينى بهذا الشكل، فإن أبناء القضية أنفسهم يظلون منقسمين، لأن ما تقبله الضفة على مائدة التفاوض، ترفضه حماس أو تتحفظ عليه فى المقابل، وهذا بالضبط ما ترغب فيه إسرائيل وتظل تسقيه وتغذيه.

والأسطورة اليونانية القديمة تروى عن دنلوب التى ذهب خطيبها إلى الحرب ولم يرجع، وفى كل صباح كان عريس جديد يتقدم إليها، وكانت تستمهلهم حتى تنتهى من نسج ثوب فى يدها، وكانت تفك ليلًا ما تنسجه نهارًا.. ولا تزال القضية فى فلسطين تبدو وكأنها دنلوب العصر.. فلا خطيب دنلوب عاد ولا هى انتهت من الثوب فى يدها!.

ومنذ بداية الهجوم الذى بادرت به كتائب القسام، كان المعلن فى الأجواء الإسرائيلية أنهم لا يريدون الإجهاز على حماس، ولا يريدون تقديم غزة هدية لمحمود عباس فى الضفة، وما بين هذين الهدفين يتحركون ويروحون ويجيئون.

ثم إن حماس نفسها لا يمكن القضاء عليها تمامًا، لأنها فكرة تنتقل من جيل إلى جيل أكثر منها تنظيمًا عسكريًا أو سياسيًا، ولأن إسرائيل كلما قضت على قيادى فيها جاء فى مكانه قيادى آخر، وكلما قتلت عنصرًا من عناصرها حل فى موضعه عنصر جديد وربما أكثر.. وهذا هو حال التنظيمات الأيديولوجية كلها لا حال حركة حماس وحدها.

ولا بديل إلا أن تجد القضية حلها العادل على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعندها سوف تتوارى حركة حماس من تلقاء نفسها، لأنها تتغذى منذ نشأتها على وجود القضية وعلى عدم حلها، وتعرف اسرائيل هذا جيدًا، وتتصرف طول الوقت بناء على هذه المعرفة.. والفلسطينيون يساعدونها ولا يزالون بالبقاء منقسمين بين الضفة وبين القطاع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دنلوب العصر دنلوب العصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon