توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لص.. ولكنه يصوم

  مصر اليوم -

لص ولكنه يصوم

بقلم - سليمان جودة

الصيام بالمعنى العام للكلمة ليس حكرًا على المسلمين، ولكنه موجود فى كل الديانات السماوية، وهو أيضًا موجود فى الديانات الأرضية.

ويختلف معنى الصيام من ديانة سماوية إلى أخرى، فهو فى الإسلام صيام كامل عن كل طعام من الفجر إلى المغرب، وهو فى المسيحية صيام عن أشياء دون أشياء، وهو فى اليهودية صيام عن العمل لا عن الطعام كما نفهم من القرآن الكريم.

والزعيم الهندى المهاتما غاندى لم يكن يؤمن بديانات السماء، وكان هندوسيًّا يعتقد فى الديانة الهندوسية، ولكنه كان يصوم عن الطعام كثيرًا، وكان يملك فلسفة فى الصيام لا يملكها سواه، وكانت فلسفته تقوم على أساس أن الصوم بالنسبة له عين تنفتح على عالمه الداخلى، بمثل ما إن عينه التى فى رأسه تنفتح على العالم الخارجى من حوله فيراه بكل ما فيه.

وهكذا عاش غاندى يدرب نفسه على أن يكتشف العالم الخاص فى أعماقه، وبكل ما يمكن أن يكون فيه من المعانى السامية، وكان الصوم هو أداته فى هذا الاكتشاف والاستكشاف، وكان يدعو الآخرين إلى أن يفعلوا مثله، وكان صيامه نورًا يشع فى وجدانه.

وربما كانت هذه الفلسفة عنده هى التى أمدته بالصبر فى مواجهة احتلال الإنجليز لبلاده، وفى مرحلة متقدمة تحول الصبر عنده إلى مقاومة سلمية تحارب الإنجليز بالعصيان المدنى السلمى.. وهكذا حصل من الصيام على طاقة جبارة فى العمل، وفى المقاومة، وفى الصمود.

ومن أعجب ما نراه فى رمضان أن يتحول من شهر للصوم إلى شهر للموائد، التى لا تكون بهذا الشكل فى سواه من شهور السنة.. وقد وصل الأمر إلى حد أن المسؤولين فى الغرف التجارية يقولون إن الاستهلاك يزيد فى رمضان بما يقرب من النصف، مع أن العكس هو المفروض لأن المفترض نظريًّا أن الصائم يأكل فى أيام رمضان أقل مما يأكل فى بقية الأيام.. فمن أين تأتى زيادة الاستهلاك، وكيف يمكن فهمها، أو تبريرها، أو حتى هضمها، فضلًا عن القدرة على استيعابها؟!.

نقرأ عن لص دعاه أصحابه ذات يوم إلى أن يشاركهم الطعام، فقال إنه صائم، ولما استغربوا منه أن يسرق، ثم يصوم، فسّر الأمر لهم، فقال: إنى أحب أن يبقى بينى وبين الله خيط ممدود أو باب مفتوح.

ومن فلسفة غاندى فى الصيام إلى فلسفة اللص الصائم، يبدو لنا الموضوع من وجوه مختلفة، ونجد أنفسنا مدعوين للنظر إلى رمضان على غير ما اعتدنا أن ننظر به إليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لص ولكنه يصوم لص ولكنه يصوم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon