بقلم - سليمان جودة
عاقبت شركة «تويتر» عددًا من مشاهير العالم، فأزالت العلامة الزرقاء الشهيرة من فوق حساباتهم عليها، وكان هذا الإجراء الجديد إجراءً يُضاف إلى إجراءات سابقة راحت الشركة تتخذها، منذ أن آلت ملكيتها إلى المليادير الأمريكى إيلون ماسك!
أما قائمة الأسماء الذين تعرضوا لهذا الإجراء فتضم لاعب ليفربول محمد صلاح، ولاعب الكرة كريستيانو رونالدو، وبابا الفاتيكان فرنسيس الأول، والمغنية الأمريكية بيونسيه، وبطل الفورمولا البريطانى لويس هاملتون، والرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب!
وقد توقعت أن أرى فى القائمة المنشورة اسم المهندس نجيب ساويرس، لأنه هو الآخر فقد العلامة الزرقاء ضمن الذين فقدوها، ولكنه لا يبالى بفقدها ولا يسعى إلى استعادتها.
وليس سرًا أن «تويتر» أزالت العلامة لا لأنها سوف تعطى أصحابها علامة أخرى بديلة مثلًا، ولكن لأنها فرضت على كل مشترك يرغب فى الاحتفاظ بها دفع تسعة دولارات فى الشهر!.. ولهذا.. فالقضية عندها هى قضية فلوس ترغب فى جمعها من المشتركين، وليست قضية فنية متعلقة بما يتحدث ماسك عن أنه سيدخله على الشركة من تطويرات منذ أن امتلكها!
وقد أعجبتنى صلابة أصحاب هذه الأسماء فى الصمود أمام جشع صاحب «تويتر» الجديد، وعندما استقبل المهندس نجيب تساؤلات من بعض متابعيه على «تويتر»، عما إذا كانت الدولارات التسعة تمثل مبلغًا بالنسبة له، كان رده أنها ليست مبلغًا بالتأكيد، وأن القضية فى الأساس هى كالتالى: هل تستحق العلامة الزرقاء دفع هذا المبلغ فيها أم أنها لا تستحق؟!
الفكرة إذن هى فى موضع الإنفاق ومكانه.. ولا يختلف الأمر بين أن يكون المنفق مليارديرًا يصرف من جيبه ومن ماله الخاص أو يكون دولة تنفق مالها العام!.. فمن الحكمة أن تنفق ألف جنيه فى مكانها، ومن السفه أن تنفق جنيهًا واحدًا فى غير مكانه!
هذه هى حقيقة القضية فى الموضوع، ولكنها بالطبع لا تخلو من قضية أخرى تتعلق بالطريقة التى يتعامل بها إيلون ماسك مع المشتركين فى «تويتر»، ولأنها طريقة خاطئة فإنها قد وجدت من بين مشاهير العالم مَنْ يرفع فى وجهها وفى وجه صاحبها راية العصيان.