توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وزير الجمال

  مصر اليوم -

وزير الجمال

بقلم - سليمان جودة

عندى أمل فى أن تجد هذه الفكرة اقتناعًا لدى الذى يعنيه الأمر فى البلد، وأن يتحمس لها، وأن يترجمها إلى الواقع العملى فى دنيا الناس عند تشكيل أقرب حكومة جديدة.

وعندى أمل آخر فى ألا يظن بعضنا أن وجود وزارة للجمال فى الحكومة، ثم وجود وزير مختص بها، نوع من الترف الزائد عن الحاجة.. لا.. ليست ترفًا، لأن وجود وزارة بهذا المسمى، وبهذه المهمة، لا يقل فى ضرورته عن وجود وزارة للتموين، أو وزارة للصحة، أو للتعليم، وربما يفوق الوزارات الثلاث فى الأهمية.

الجمال بالنسبة للإنسان حاجة أساسية لا هامشية فى حياته، والمنظر الذى نطالعه على طول الدائرى فى المبانى التى أزالوا نصفها وتركوا النصف الآخر، يؤذى العين والنفس أكبر أذى.. وبالتالى.. فوزارة الجمال تظل فى أهمية وزارة الصحة، بمثل ما تبقى وزارة التعليم فى أهمية وزارتى الصحة والجمال معًا.

وإذا كان رفاعة رافع الطهطاوى قد ذكر فى كتابه «تخليص الإبريز فى تلخيص باريز» أنه وجد الإسكندرية فى جمال مدينة مرسيليا الفرنسية، فلا بد أن تعود الإسكندرية فى جمال مرسيليا وأحسن.. ولأن الحكومة منشغلة بتلال من القضايا لديها، فلن تجد قضية مثل الجمال مساحة عندها بين القضايا المتزاحمة أمامها، ولن تجد قضية الجمال فى حياتنا ما يناسبها من اهتمام، إلا من خلال وزارة تختص بها، وإلا من خلال وزير منشغل بها ومسؤول عنها أمام الناس.

لاحظ أن ما يقوله الطهطاوى عن جمال الإسكندرية كان من ١٥٠ سنة، ولاحظ أن القاهرة اشتهرت بين عواصم المنطقة بأنها: باريس الشرق!.

والمعنى أن عندنا أرضية نبنى عليها، وأن الجمال فى حياتنا له أصل يمكن أن نعود إليه، وأننا فقط فى حاجة إلى أن نلتفت إلى أنه حاجة رئيسية لكل مواطن لا حاجة فرعية أبدًا.

وزير للجمال سوف يرفع عن الحكومة عبء الرد على ما يثار عن لسان النيل الممتد بمحاذاة شاطئ حى الزمالك فى النيل، وسوف يرفع عنها عبء الرد على الحديث الذى لا يتوقف عن المقابر التاريخية، وسوف تكون هذه وغيرها من القضايا المشابهة هى قضيته، وسوف يعطى الحكومة رأيه فيها، وسوف يحكم بين الناس والحكومة، وسوف ينحاز بالضرورة لكل ما يؤصل لقيمة الجمال فى حياتنا.

وزارة للجمال سوف نسبق بها فى المنطقة كما سبقنا من قبل، وسوف تكون مما يرد الاعتبار إلى الإسكندرية ونحن نحتفل بمرور قرن ونصف القرن على وفاة الطهطاوى هذه الأيام.. وزير للجمال سوف يضيف للناس لمسة مفتقدة فى حياتهم، وسوف يجعلهم يستشعرون وجوه الجمال فى أرض المحروسة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وزير الجمال وزير الجمال



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon