توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة الطفلين

  مصر اليوم -

سياسة الطفلين

بقلم - سليمان جودة

تكلم اللواء أبوبكر الجندى أمام إحدى جلسات الحوار الوطنى ولسان حاله يقول: إما أن «نفعل» شيئا فى ملف الزيادة السكانية المتسارعة، أو نتوقف عن المزيد من الكلام حولها.

والرجل كان يتكلم بصفتين، إحداهما تجربته على رأس جهاز الإحصاء لسنوات، والأخرى تجربته على رأس وزارة التنمية المحلية.. والتجربتان تجعلانه أقرب إلى القضية من كثيرين.. ومما قاله نفهم أن استراتيجية جرى وضعها فى ٢٠٠٧ لمواجهة الزيادة السكانية غير المنضبطة، وأن استراتيجية أخرى جرى وضعها فى ٢٠١٢، وأن ثالثة كانت فى ٢٠١٥، وأن الاستراتيجيات الثلاث لم تغادر أوراقها إلى الواقع الحى فى دنيا الناس.

وفى الوقت الذى كنت أستمع فيه إلى كلامه، جاءتنى رسالة من الدكتور محمد شتا فى ذات الموضوع، ولكن من زاوية مختلفة تماما.

فاللواء أبوبكر يرى أننا لم نستطع تحقيق أى اختراق فى المشكلة، رغم أن أسبابها معروفة ورغم أن الحلول معروفة بالدرجة نفسها، والحل عنده هو فى إقناع الأسر الأفقر، التى تنجب أكثر، بأن عواقب الإنجاب الزائد عن الحد سوف تصيبها مباشرةً فى حياتها وفى مستوى معيشة أبنائها. وتقديره أن ذلك لابد أن يتم من خلال الوحدات الصحية فى المناطق الفقيرة، وقد رصد من جانبه نقصا فى قدرات هذه الوحدات عندما كان وزيرا، وأبلغ وزير الصحة حينها بذلك ولا يعرف ماذا جرى بعدها.

لكن الدكتور شتا لا يؤمن بالإقناع فى معالجة الملف، ويرصد عجز كل وسائل الإقناع عن تحقيق نتيجة ملموسة، ويدعو إلى سن قانون يمنع إنجاب أكثر من طفلين، ويرى ضرورة حقن الذين لا يستجيبون للقانون بالقوة، وبما يؤدى إلى عدم إنجابهم أكثر من طفلين!.

هذا رأيه.. وبالطبع هناك رأى ثالث يرى أن كل طفل يولد، هو طفل له عقل يستطيع أن يفكر به، بمثل ما إن له فما سوف لا يتوقف عن طلب الطعام.. وتظل شطارة الحكومة - أى حكومة - فى قدرتها على تحويل عقل المواطن إلى عقل منتج فى مقابل فمه المستهلك.. ورغم وجاهة هذا الرأى الثالث نظريا، إلا أنه عمليا فى حاجة إلى أن تعمل الحكومة على تعليم شعبها جيدا، وإلا، فإن الفم هو الذى سيظل يعمل، بينما العقل سيتوقف عن التفكير، لأن العقل غير المتعلم لا يعرف كيف يفكر.

إننى أختلف مع الدكتور شتا، لأنه ليس من الممكن أن نتعامل مع الناس بالقوة فى مثل هذا الأمر، ولأن قانون الطفلين أدى إلى تداعيات سيئة جدا فى الصين، وأميل فى المقابل إلى ما يذهب إليه اللواء أبوبكر، لكن على المدى الزمنى المنظور، ثم أميل أكثر إلى الرأى الثالث على المدى الزمنى البعيد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة الطفلين سياسة الطفلين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon