توقيت القاهرة المحلي 04:19:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أحفاد صلاح جاهين

  مصر اليوم -

أحفاد صلاح جاهين

بقلم - سليمان جودة

أذاعت قناة «ماسبيرو زمان» لقاءً تليفزيونيا مع الشاعر صلاح جاهين أجراه طارق حبيب فى ١٩٧٧، وكان ذلك قبل رحيل الشاعر بتسع سنوات.

الحوار غاية فى الأبهة على مستوى الضيف والمذيع معا، لأن الضيف لا يستطرد فيه بغير ضرورة، ولا المذيع تغريه الثرثرة الفارغة كأغلب حواراتنا التليفزيونية، ولا يرد جاهين إلا بكلام قليل على كل سؤال، وكلامه كأنه من ذهب، أو كأنه أهداف يسددها لاعب إلى مرماها بالضبط فلا تنحرف إلى يمين أو شمال.

وإذا كان المشاهد يسمع صلاح جاهين للمرة الأولى فى هذا اللقاء، فسوف يعرف عنه وعن موضوعات شتى ما لم يكن يعرفه من قبل.

من ذلك مثلا أنه كتب أغنية عن نصر أكتوبر العظيم، وأن سعاد حسنى هى التى غنتها، وأنها كانت من ألحان سيد مكاوى.. وقد أذاعت الحلقة جانبا منها.. ولا تعرف لماذا لا تذاع هذه الأغنية فى انتصارات أكتوبر من كل سنة، رغم أنها جميلة فعلا، ورغم أن سعاد حسنى تؤديها بخفة دم، ورشاقة، واستعراض شيق وجذاب كعادتها فى كل أعمالها؟!.. إننى أدعو إلى أن نسمع هذه الأغنية وأن نراها فى احتفالات أكتوبر المقبلة!.

ومما سوف تعرفه عن جاهين أن وزنه الكبير لم يكن يرجع إلى حبه للأكل كما قد نتصور، وأنه كان يعانى من «الجوع الكاذب» وأن هذا الجوع معناه أن يفتقد الشخص شيئا ما فى حياته ولا يعثر عليه، فلا يجد أمامه غير الطعام بديلا عما يبحث عنه ولا يستطيع الوصول إليه!.. وليس أغرب من أن يموت صلاح جاهين مكتئبا، رغم أنه عاش سنوات عمره يوزع البسمة على الناس من خلال كاريكاتيره اليومى فى الأهرام!.

ومن حديثه تفهم أن الاكتئاب قاسم مشترك أعظم بين رسامى الكاريكاتير فى العالم، وأنه لما ذهب إلى أشهر أطباء الاكتئاب فى لندن عرف منه هذه المعلومة أو هذه الحقيقة!.. ويروى أنه بعد زيارة طبيب لندن بسنة، سأل عن أشهر رسام كاريكاتير وقتها فعرف أنه انتحر!!.. وقد أزعجه أن يعيش رسام من أجل إضحاك الناس، ثم يموت مكتئبا منتحرا!.

ولأن البرنامج اسمه «أوتوجراف»، فإن طارق حبيب دعاه، فى النهاية، إلى التوقيع فى الأوتوجراف، فكتب بخط يده يقول إنه إذا كان قد سجل البرنامج فى القرن العشرين، فأمنيته أن يشاهد أحفاده الحلقة فى القرن الحادى والعشرين وأن يفرحوا بها، وألا يكون التليفزيون قد مسحها!.

والأكيد أن أحفاد صلاح جاهين وأحفاد غيره قد استمتعوا جدا بكلامه، والحمد لله أن ماسبيرو لم يمسح الحلقة، ولا شك أن عنده مما يماثلها الكثير من ثروتنا الثقافية والفنية التى لا تقدر بمال!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحفاد صلاح جاهين أحفاد صلاح جاهين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon