توقيت القاهرة المحلي 09:22:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كما يحب فى بكين

  مصر اليوم -

كما يحب فى بكين

بقلم - سليمان جودة

حصل الرئيس الصينى شى جينبينج على ولاية ثالثة مدتها ٥ سنوات. وقال الذين تابعوا هذا الحدث غير المسبوق فى الصين إن «شى» يقود بلاده لتتقدم اقتصاديًا على الولايات المتحدة الأمريكية، وتصبح الاقتصاد الأول فى العالم.. ومن قبل، كان الرجل نفسه قد جدد رئاسته اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الحاكم، وهو منصب أهم من منصب الرئيس، إذا كان المقياس مدى فاعلية شاغله فى الواقع السياسى للبلاد.

وبصرف النظر عن أفضلية المنصبين بعضهما على بعض، فالسؤال يظل عن قدرة الصين على تجاوز الولايات المتحدة اقتصاديًا، كما تجاوزت اليابان من قبل، فقفزت من الاقتصاد الثالث إلى الاقتصاد الثانى.. إجابة السؤال سوف يتكفل بها الواقع العملى فى مسار الصين، وسوف يكون ذلك فى الأمد الزمنى المنظور.. وعلينا تخمين الإجابة إلى أن نرى ملامح هذا الواقع أمامنا.

وبما أن المقارنة من جانب بكين هى مع واشنطن وليست مع عاصمة أخرى سواها، فالإجابة تبدأ من العاصمة الأمريكية أكثر ربما مما تبدأ من العاصمة الصينية.. فمن خلال السبب الذى قاد أمريكا إلى موقعها الحاصل بين الأمم، نستطيع أن نرى ما إذا كانت حكومة الرئيس شى قادرة فعلًا على الوصول إلى ما تخطط له فى دنيا الاقتصاد وتعلنه.

إن الحيوية السياسية فى الحياة الأمريكية هى التى قادت بلاد العم سام إلى ما هى عليه، والحيوية السياسية عمرها عندهم ٢٥٠ سنة تقريبًا، وهذه السنون هى مجمل تاريخ الولايات المتحدة منذ استقلالها، ولم يحدث أن تعطلت حيوية من هذا النوع سوى مرة واحدة.. هذه المرة هى التى جرى فيها انتخاب الرئيس فرانكلين روزفلت أربع مرات، وكان ذلك على خلاف كل الرؤساء الأمريكان بغير استثناء، فلم يحدث ذلك مع رئيس سبقه، ولا مع رئيس جاء من بعده.. ولهذا صارت أمريكا هى أمريكا.

هناك طبعًا أسباب أخرى، ولكن هذا السبب يظل الأهم دون منافسة من سبب آخر، وهذه الحيوية التى تدب فى البلاد كل أربع سنوات هى السبب الأكبر الذى لا يسمح لأحد بأن يبقى فى البيت الأبيض أكثر من ثمانية أعوام مهما كانت قدراته، ومهما كانت إمكاناته، ومهما كانت عبقريته.

والآباء الستة المؤسسون الذين وضعوا هذه القاعدة المقدسة قبل قرنين ونصف قرن من الزمان لم يكونوا يضعون أى كلام، ولم يكونوا يقضون وقت فراغ، ولكنهم كانوا يؤسسون لدولة قوية، وكانوا يعرفون أن الدولة القوية، فضلًا عن أن تكون الدولة الأقوى، لا تقوم على غير أساس، ولكنها تقوم على أساس قوى شأنها شأن أى بنيان متماسك، فإذا لم يتوافر الأساس لم يرتفع البنيان.

حيوية الولايات المتحدة فى ديمقراطيتها التى نتابع وقائعها كل أربع سنوات، والتى تدور كما تدور ساعة سويسرية، وهى سبب قوتها وبأسها، ومثل هذه الحيوية لن يكون لها وجود فى الصين، ما داموا هناك قد فتحوا الطريق أمام شاغل القصر ليبقى كما يحب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كما يحب فى بكين كما يحب فى بكين



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon