توقيت القاهرة المحلي 04:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحاجة إلى السادات

  مصر اليوم -

الحاجة إلى السادات

بقلم - سليمان جودة

كلما دار العام دورته وجاءت ذكرى نصر أكتوبر، أحسسنا بمدى الحاجة إلى رجل سلام عاش بيننا ذات يوم وكان اسمه أنور السادات.

نذكر الرجل فى السادس من أكتوبر من كل سنة ميلادية، ونذكره فى العاشر من رمضان من كل سنة هجرية، ونعود لنذكره فى الخامس والعشرين من إبريل من كل سنة ميلادية أيضًا.. وبما أن العاشر من رمضان قد وافق إبريل هذه السنة، فسوف نذكر الرجل مرتين فى شهر واحد، وسوف يكون ذلك مما يستحقه رجل مثله بين الرجال.

ولابد أن هذا العالم الذى لا يخلو ركن فيه من مشكلة، لا يحتاج إلى شىء بقدر احتياجه إلى عقل مثل عقل السادات، ولا يراهن على شىء قدر رهانه على أن تمنحه السماء رجلًا بكفاءة السادات وجدارته، ولا يترقب شيئًا قدر ما يترقب ظهور رجل فيه من وزن السادات.

وقد عاش المستشار الألمانى هيلموت شميت يقول إنه كلما تابع قضية من قضايا الحرب فى أى مكان فى العالم، تمنى لو كان السادات حيًا بيننا، لأنه كان أقدر القادة على التعامل معها.. وكان شميت يعتبر نفسه محظوظًا لأنه عرف السادات، ولأنه عاش معه فى عصر واحد، ولأنه رآه وجلس إليه وأخذ منه وتحاور معه.. كان شميت يقول هذا على الدوام ويكرره إلى أن غادر الدنيا.

ولم يكن هناك شىء يجعل المستشار الألمانى الراحل يجامل بطل الحرب والسلام فى شىء، أو أن يقول فيه ما لا يراه، ولكنه كان يقول عنه ما رآه وما عايشه عن قرب وما لمسه فى كل الأوقات.

ولسنا فى حاجة بعد كلام شميت عنه إلى أن نستعيد ما قاله هنرى كيسنجر، أو ما قاله جيمى كارتر، أو ما قاله ساسة آخرون عرفوا السادات، وتابعوا خطواته، أو حتى سمعوا عنه بعد أن صنع السلام مع إسرائيل، ثم مضى كما يمضى كل الناس.

فى حياته كان قد اختار أن ينشر سيرته فى كتاب يحمل عنوان «البحث عن الذات»، وكان قد أمضى أيامه يبحث فى المقابل عن السلام ويصنعه، وكان يمتلك فى صناعة السلام مهارة لم يملكها سواه من الزعماء، وكان هو الذى طلب أن يوضع على قبره ما يشير إلى أنه عاش ومات فى هذا الطريق، وأنه لا شىء أوقف سعيه إلى صناعة السلام إلا الموت، وأنه أراده سلامًا يدوم ولا ينقطع.

يرحم الله الرجل ويعوضنا عنه، فلقد كان يعرف معنى الأرض كما لا يعرفه أحد سواه، ولم يكن يدعو الله بشىء فى آخر أيامه إلا بأن يعيش ليرى اكتمال عودة سيناء فى ٢٥ إبريل ١٩٨٢.. فلا شىء بعد ذلك كان يهمه أو يرجوه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحاجة إلى السادات الحاجة إلى السادات



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon