توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رحيل صاحب الوليمة

  مصر اليوم -

رحيل صاحب الوليمة

بقلم - سليمان جودة

رحل الكاتب السورى حيدر حيدر، فأعاد إلى الأذهان ضجة واسعة كانت قد ثارت حول روايته الشهيرة: وليمة لأعشاب البحر.

كانت الرواية قد صدرت عن هيئة قصور الثقافة، وكان الفنان فاروق حسنى وزيرًا للثقافة وقتها، وكان الإخوان موجودين فى البرلمان، فأقاموا الدنيا ولم يُقعدوها، ولعبوا بالرواية على أعصاب الرأى العام، ووظفوها لصالحهم لدى الناس، ونصبوا محاكمة برلمانية بسببها للوزير!.

وكانت القضية كلها أن هناك مَنْ وجد فى صفحاتها سطورًا لا يجب نشرها، ولكن فاروق حسنى لم يخضع وقتها لابتزاز نواب الإخوان فى البرلمان، وذهب إلى قاعة مجلس الشعب يدافع عن حرية الرأى، وعن أن مصادرة الرأى الآخر لا تجوز، وأنه كوزير لن يسمح بها.

ولكن القصة كانت لها بقية أهم، وكان فاروق حسنى على موعد مع هذه البقية فى باريس، عندما طُرح اسمه مرشحًا لمصر على موقع مدير المنظمة الدولية للعلوم والتربية والثقافة، الشهيرة باليونسكو، فى مقرها بعاصمة النور.. وقتها ذهب يروّج لنفسه لدى الدول الأعضاء فى المنظمة، فقام مندوب ألمانيا يسأله عما يستطيع أن يقوله للآخرين وهو يرشح نفسه، ثم وهو يطلب من هؤلاء الآخرين أن يصوتوا لصالحه دون بقية المرشحين.

وكان مما قاله مرشح مصر للسائل الألمانى، إن ضجة ثارت فى مصر ضد رواية اسمها وليمة لأعشاب البحر، وإن مؤلفها سورى وليس مصريًا، وإن المتشددين استدعوه إلى البرلمان بسبب الرواية، وإن تهويشهم لم يؤثر فيه ولا انطلى عليه، وإنه ذهب إلى المجلس المنتخب وواجههم فيه، وإنه خرج من المواجهة معهم وهو متمسك بأن تظل الرواية فى الأسواق، وأن الحكم عليها يظل للقارئ لا لطرف آخر، وأنه ليس من حق أى طرف أن يفرض وصايته على هذا القارئ.

حديث كهذا كان يكفى لأن يكسب مرشح مصر المعركة، لأنه واضح بما يكفى، ولأنه يقف مع حرية الرأى بما يكفى أيضًا.

ورغم أن الفوز كاد أن يكون من نصيبه، ورغم أنه كان بينه وبين الفوز صوت واحد، إلا أن الموضوع كانت له أبعاده الأخرى على مستوى الدول المتحكمة فى اليونسكو، والتى تقرر فيما بينها وبين نفسها إلى أى دولة يذهب منصب مدير المنظمة!.. وهذا ما لن يكون خافيًا على الدكتور خالد العنانى وهو يتهيأ لخوض المعركة ذاتها فى المنظمة الدولية هذه الأيام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل صاحب الوليمة رحيل صاحب الوليمة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon