توقيت القاهرة المحلي 21:28:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رجل يملك عمارة

  مصر اليوم -

رجل يملك عمارة

بقلم - سليمان جودة

يتخذ السياسى قراره في أي قضية، وهو لا يتوقع أن يمتد مفعول القرار إلى مدى زمنى طويل، والمفعول قد يكون جيدًا بالطبع، أو يكون على العكس على طول الخط.

إننا نعرف أن مارجريت تاتشر قضت سنوات على رأس الحكومة البريطانية ثمانينيات القرن الماضى، ونعرف أنها اتخذت قراراً بالتحول الاقتصادى في بلادها، وأن الاقتصاد انتقل من بعدها إلى مربع آخر تماماً، وكان الأساس فيه هو القطاع الخاص الذي يعمل، ويكسب، ويتيح فرص العمل، وفى كل الأحوال يؤدى الضرائب للدولة.

من يومها عرف الإنجليز الحياه الاقتصادية الرائجة، وكان الفضل يعود ولايزال إلى قرار اتخذته تاتشر بشجاعة ثم مضت إلى حال سبيلها.

هذا مثال.. ونعرف في مثال آخر أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اتخذ قرار الحرب الروسية على أوكرانيا، فدفعت بلاده الثمن ولاتزال تدفعه، ودفع مواطنوه ثمن قراره وسوف يدفعونه في المستقبل، ولم يتوقف الأمر عند حدود الروس، ولكنه تجاوزهم إلى العالم كله على اتساعه وامتداده.. ولا يختلف حال بوتين عن حال هتلر الذي لما غزا الدول المجاورة لألمانيا في الحرب العالمية الثانية، ثم مضى إلى أبعد من الدول المجاورة، دفع العالم كله ثمن ذلك من أمنه، ومن اقتصاده، ومن استقراره.

وفى الستينيات أصدر الرئيس عبدالناصر قانون الإيجارات في الشقق السكنية، فدفع مصريون بلا حصر ثمن القانون، ولا يزال كل واحد منهم يدفعه من دمه ومن أعصابه.. ولا بد أن عبدالناصر كان حسن النية يوم أصدر القانون، لأنه لا يوجد حاكم يريد الإضرار بمواطنيه أو بقطاع منهم، لكن المشكلة أن القانون الذي كانت له أسبابه في وقته، لم يعد من الممكن أن يظل على ما صدر عليه.. ولا يطلب أصحاب الشقق الذين أضيروا منه أبلغ الضرر سوى العدالة، والرحمة، والإنصاف.

الحالات التي تدل على ظلم هذا القانون بلا عدد، ولا أحد يعرف أو يفهم أو يستوعب، لماذا يستمر قانون من هذا النوع كل هذه السنين دون تعديل يراعى ظروف الناس؟!.

أعرف رجلاً يملك عمارة من ثمانى شقق، ويعطيه كل مستأجر عشرين جنيهاً عن كل شقة، ولا معنى لهذا سوى أن إيجار كل شقة في عمارته الطويلة العريضة خمس بيضات تقريباً في الشهر.. وربما يكون الرجل أحسن حالاً من غيره، لأن إيجار الشقة في عمارات كثيرة في جاردن سيتى لا يكاد يتجاوز ثمن البيضة الواحدة!!.. والأمل أن يحرك هذا الواقع المؤلم أصحاب الضمائر في الحكومة وفى البرلمان، وأن يخرج قانون جديد ينصف كل مواطن وقع ويقع تحت هذا الظلم المتواصل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل يملك عمارة رجل يملك عمارة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 15:30 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
  مصر اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 11:43 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يدعو لتبني طفل عبقري

GMT 14:33 2024 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا العبدالله تستمتع بوقتها مع حفيدتها

GMT 07:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو يتقاضى 634 ألف دولار يومياً مع النصر السعودي

GMT 09:37 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 01:56 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

التعليم.. والسيارة ربع النقل!

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,21 آب / أغسطس

مرشح رئاسي معتدل ينتقد سياسة الحجاب في إيران

GMT 05:33 2021 الأحد ,26 كانون الأول / ديسمبر

جالطة سراي يخطر الزمالك بتفعيل بند شراء مصطفى محمد

GMT 03:52 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تدريس الرياضيات يحسّن من مستوى الطلبة؟

GMT 23:31 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

توقيف سيدة تُدير شبكة دعارة داخل شقة سكنية في السويس

GMT 18:19 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

«المركزي» يعلن مواعيد عمل البنوك في رمضان 2021

GMT 12:03 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

قمة نارية بين برشلونة وإشبيلية في نصف نهائي الكأس
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon