توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جلال أمين وأخوه

  مصر اليوم -

جلال أمين وأخوه

بقلم - سليمان جودة

هذا كتاب أصدرته دار الكرمة عن الخطابات التى تبادلها جلال أمين مع شقيقه حسين أمين على مدى عشر سنوات كاملة.

كانت البداية فى ١٩٥٠، وكان حسين قد ذهب وقتها يعمل مذيعاً فى إذاعة بى بى سى العربية فى لندن، وكان جلال يدرس القانون فى القاهرة، وكانت بينهما مراسلات لم تتوقف.. وفى مرحلة تالية عاد حسين إلى القاهرة، وسافر جلال يدرس الاقتصاد فى كلية الاقتصاد الشهيرة فى لندن، التى يصفها فى خطاب من خطاباته بأنها أحسن مدرسة فى العالم فى موضوعها.

ثم سافر حسين يشتغل دبلوماسياً فى سفارتنا فى كندا، ومن هناك واصل كتابة خطاباته إلى أخيه، وكان جلال يكتب إلى حسين فى كندا ويحرص على ذلك.. وفى كل الأحوال سوف تجد فى الكتاب متعة عقلية من النادر أن تجدها فى كتاب.

الكتاب عنوانه «أخى العزيز» وكتب مقدمته الأستاذ كمال صلاح أمين، أحد أحفاد حسين، وهو الذى جمع الخطابات وحررها، وقد اختار عشر سنوات فقط لتكون هى موضوع كتابه.. ونفهم من المقدمة أن فى الطريق أجزاءً أخرى للكتاب، لأن الخطابات المتبادلة بينهما دامت حتى ١٩٨٧.. يروى كمال صلاح أمين أنه زار جده حسين ذات يوم فوجده فى مكتبته، ووجد أن فى المكتبة عشرة آلاف كتاب، فسأل جده: هل قرأت كل هذه الكتب؟!.. رد حسين أمين فى ثقة وقال: نعم.. وبعضها قرأته أكثر من مرة!.

ويمكن القول إن الكتاب مباراة فكرية من الطراز الفريد بين الأخوين، وهى مباراة على طريقة البينج بونج التى يتبادل فيها لاعبان الكرة فى مهارة وبراعة، وسوف تجد ذلك مثلاً فى خطاب جلال إلى شقيقه عن أنه شاهد مسرحية «الكراسى» ليوجين يونسكو فى لندن، وأنها أعجبته جداً، وأن أسباب إعجابه هى كذا وكذا، وأنه يكاد يذهب لمشاهدتها مرةً ثانية من شدة الإعجاب.

ولكن حسين يضايقه هذا الإعجاب للغاية، فيكتب إلى جلال يلفت انتباهه إلى حقيقة ما فى المسرحية من أفكار عبثية، ويدعوه إلى أن ينتبه حتى لا تنطلى عليه ألاعيب الوغد يونسكو.. فمثل هذا الوغد، على حد تعبيره، لا يجوز أن ينخدع فيه شاب ذكى مثل جلال أمين.

وعندما كتب جلال إلى حسين عن والدهما أحمد أمين، قال إنه لما قرأ كتاب «فجر الإسلام» لأبيه ازداد حماساً للوالد، واكتشف أن نظرته إلى أبيه فى حياته كانت تنطوى على الكثير من الحماقة، وتمنى لو كان أكبر سناً قبل رحيل الأب ليقدر ما كتب كما يجب.

ولكن الغريب أنه لما تكلم عن المقدمة التى كتبها طه حسين لكتاب أبيه، قال إنها لا تزيد عن موضوع إنشاء يكتبه طالب فى ثانوى!!.. وقد تمنيت لو أن حسين رد عليه بأن من حقه أن يزداد حماساً وإعجاباً بالوالد، ولكن ليس من حقه أن يقلل من شأن طه حسين إلى هذه الدرجة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلال أمين وأخوه جلال أمين وأخوه



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon