توقيت القاهرة المحلي 23:50:51 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تسعة دولارات لا غير

  مصر اليوم -

تسعة دولارات لا غير

بقلم - سليمان جودة

يأبى الدولار الأمريكى إلا أن يكون قاسما مشتركا أعظم فى الكثير مما يدور حولنا، وقد حدث هذا مرة على منصة تويتر، ومرةً ثانية فى أرض اليمن السعيد، وفى المرتين كانت تسعة دولارات لا غير هى البطل فى القصة من أولها إلى آخرها!.

حدث أولاً على منصة تويتر عندما صرح الملياردير الأمريكى إيلون ماسك، مالك المنصة الجديد، أنه سوف يزيل العلامة الزرقاء للمنصة من فوق حساب كل مشترك فيها، ما لم يدفع المشترك تسعة دولارات فى الشهر.. وعندما حان الموعد الذى حدده لإزالة العلامة الشهيرة، فإنه قد أزالها فعلا من فوق حسابات المشتركين الذى لم يدفعوا، وكان بينهم مشاهير حول العالم فى كل مكان!.. والغريب أنه أعادها من جديد دون أن يدفع المشتركون شيئا، ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى تتخبط فيها المنصة بين القرار وعكسه منذ أن آلت ملكيتها إلى الخواجة ماسك.

وحدث ثانيا فى بلاد اليمن السعيد، فكان الدولار بطلاً فى قصة مأساوية، وكانت القصة فى آخر أيام رمضان، وكانت التفاصيل مؤلمة وممتلئة بالأسى، وكانت نهاية حزينة لشهر الصيام فى اليمن الذى عشنا نقرأ أنه اليمن السعيد!.

كانت البداية عندما أعلن أحد التجار هناك أنه سيوزع مساعدات على فقراء البلد، وأن نصيب كل فرد سيكون تسعة دولارات.. وهى مفارقة من بين المفارقات أن يكون هذا المبلغ المتواضع على تويتر هو ذاته المبلغ الذى وقف آلاف اليمنيين فى طابور للحصول عليه!.

وما إن بدأ تاجر اليمن فى توزيع المبلغ الذى يساوى خمسة آلاف ريال يمنى، حتى اندفع الآلاف فى أرجاء المكان وتدافعوا بعضهم فوق بعض!.. وكانت النتيجة أن٩٠ منهم لقوا مصرعهم دهسا، وأصيب العشرات ممن وجدوا أنفسهم مطروحين على الأرض تحت أقدام المندفعين!.

حدث هذا فى أرض سبأ قبل العيد بساعات، وحدث هذا فى أرض بلقيس ملكة سبأ، وحدث هذا فى الأرض التى جاء اسمها على رأس سورة كاملة فى القرآن الكريم، والتى وصفها القرآن فقال فيها: «لقد كان لسبأ فى مسكنهم آيةٌٌٌ جنتان عن يمين وشمال كُلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور».

مات كل واحد من اليمنيين التسعين فى سبيل تسعة دولارات، فكأن حياته لا تساوى ٩ دولارات، لأنها لو كانت تساوى هذه الدولارات ما كان أحد منهم قد مات دونها!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تسعة دولارات لا غير تسعة دولارات لا غير



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon