توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما يراه الصوفى

  مصر اليوم -

ما يراه الصوفى

بقلم - سليمان جودة

اشتهر عمر الخيام برباعياته الشهيرة التى غنَّتْها أم كلثوم، وترجمها عن الفارسية أحمد رامى، ولحنها رياض السنباطى، والتى يقول فى رباعية منها: فما أطال النوم عمرًا، ولا قصّر فى الأعمار طول السهر!.. ولكن هذا بالطبع رأى «الخيام»، باعتباره واحدًا من الصوفيين الكبار، أما الأطباء فلابد أن لهم رأيًا آخر لا ينصح بالسهر!. أما لماذا يسمى الصوفى بأنه صوفى، فهناك كلام كثير فى البحث عن السبب، ولكن المتفق عليه بين الذين تعرضوا للموضوع أن ارتداء الصوف على سبيل الزهد فى الدنيا كان هو السبب منذ البداية.

وقد أعادت دار الكرمة للنشر إحياء رباعيات «الخيام»، فنشرت ١٣٠ رباعية منها فى كتاب، وهى رباعيات كان الشاعر العراقى جميل صدقى الزهاوى قد ترجمها فى بدايات القرن الماضى، وكان تقديره أن الغرب لم يأخذ من أدب الشرق أجمل من الرباعيات!.

يقول «الخيام»، فى واحدة من الرباعيات: لا تظن أننى أخاف الناس أو أخشى المَنِيّة وزهوق الروح. الموت حقيقة لا أخشاها، ولكننى أخشى كونى لم أُحسن العيش.

و«الخيام» مولود فى النصف الأول من القرن الحادى عشر الميلادى، وكان مولده فى نيسابور فى بلاد فارس، التى هى إيران حاليًا، وكان شاعرًا، وفيلسوفًا، وعالِمًا فى الفلك، وفى التاريخ، وفى الرياضيات، وفى اللغة، وفى الفقه.. وفى نيسابور نفسها وُلد أيضًا فريد الدين العطار النيسابورى، صاحب كتاب «منطق الطير»، الذى يجعل الهدهد مرشدًا للطير فى طريق الوصول إلى الحضرة العلِيّة.

وفى رباعية أخرى يقول «الخيام»: أنا عبدك العاصى فأين رضاؤك، أنا المظلم قلبه فأين نورك وصفاؤك، إنْ كنتَ تهبنا الجنة بالطاعة لك كان ذلك بيعًا، فأين فضلك وعطاؤك؟.

وفى رباعية ثالثة يقول: «كان قبلى وقبلك ليل ونهار، وكان الفلك يجرى إلى غاية. خفِّف الوطء على الأرض، فقد كان ما تطؤه إنسان عين حسناء..»، وتتوزع فصول الكتاب بين ما قاله عمر الخيام فى العظة، وفى الحكمة، وفى العشق، وفى الأخلاق، وفيما خاطب به الله.

ذات مرة، التقى رجل صوفى مع واحد من العلماء، فقال العالِم مخاطبًا الصوفى: ما أعرفه تراه!.. وقال الصوفى مخاطبًا العالِم: ما أراه تعرفه!.. والمعنى أن هناك فرقًا بين الصوفيين وبين العلماء فى أداة الرؤية، فالفريق الأول يرى بقلبه، ولكن الثانى يرى بعقله، مع أن الشىء المرئى فى الحالتين واحد لا يتغير!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يراه الصوفى ما يراه الصوفى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon