بقلم - سليمان جودة
نمسك الخشب لأن السياحة كسبت مرتين فى أجواء العيد: مرة مع ناريندا مودى، رئيس وزراء الهند، ومرةً ثانية مع بيب جوارديولا، مدرب فريق مانشستر سيتى.
كان رئيس وزراء الهند قد جاء يزور القاهرة، وكان قادما من الولايات المتحدة الأمريكية بعد زيارة إليها، وكان قد اختار أن يذهب بسرواله الشهير إلى منطقة الأهرامات، وكان قد اختار أن يظهر فى المنطقة بينما خلفيته الأهرامات الثلاثة.. وهناك ظهر فى لقطتين: إحداهما كانت مع الدكتور مصطفى مدبولى، والثانية كان معهما فيها أحمد عيسى وزير السياحة.
وكان قد جلس على حافة سور قصير، بينما الخلفية من ورائه الأهرامات التى لاتزال المعجزة المعمارية الأهم فى العالم.. صحيح أن تاج محل فى بلاده هو إحدى عجائب الدنيا السبع، شأنه فى ذلك شأن الأهرامات، ولكن يبدو أن الأهرامات يظل لها سحرها الخاص.
صورة له كهذه سوف يراها العالم كله، لأن الجالس فيها هو الرجل الذى يستقر على كرسى نهرو ومن بعده أنديرا غاندى، وهو الرجل الذى يرأس الحكومة فى أكبر بلاد الدنيا من حيث عدد السكان.. فمن قبل كانت الصين تحتكر هذا التصنيف، لكن الهنود أزاحوا الصينيين فى إبريل من هذه السنة، عندما وصل تعداد الصين إلى مليار و٤٢٥ مليون إنسان، بينما كان سكان الهند فى التوقيت نفسه مليارا و٤٢٨ مليون هندى.
والصورة بهذا المعنى ربما تكون الأعلى على مستوى عدد الذين سوف يشاهدونها.. إنها صورة مليارية بامتياز للرجل وهو جالس يبتسم للكاميرا فى هدوء.
أما بيب جوارديولا، فهو مدرب النادى الأقوى فى العالم هذه الأيام، لأنه حصد كأس إنجلترا، ودورى بريطانيا، ودورى أبطال أوروبا فى موسم واحد، وقد كان ذلك على يد بيب الذى صار المدرب الأشهر.. وعندما فكر فى رحلة يقوم بها بعد أن تحقق له كل هذا المجد الكروى، فإنه لم يتردد فى اختيار الأقصر رغم حر الصيف، واصطحب معه زوجته وأولاده الثلاثة يتنقلون من البر الغربى إلى الشرقى، ومن طريق الكباش إلى معبد الكرنك، وفى كل الحالات كان يبدو مسحورا بما يرى ويزور.
ولابد أن عشاق الساحرة المستديرة كانوا يتابعونه فى كل مكان، ولا بد أن بعضهم سوف يقتفى أثره، وسوف تكون السياحة عندنا هى الرابحة مع ناريندا مودى، ثم مع بيب جوارديولا.. ولهذا، فإن علينا أن نمسك الخشب، وأن نطلق البخور فى كل موقع سياحى!.