توقيت القاهرة المحلي 09:25:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لو تنتبه الدولة

  مصر اليوم -

لو تنتبه الدولة

بقلم - سليمان جودة

لو أن الدولة صارحت نفسها في موضوع تخارجها من أنشطة اقتصادية دخلتها، ستكتشف زاوية لم تكن تخطر على بالها في الموصوع.

هذه الزاوية هي أنها كدولة لم تتخارج، سوف تظل تتطلع إلى كل مستثمر يعمل على أرضها على أنه منافس لها بالضرورة، لا على أنه مستثمر ينتظر مساعدتها، وعونها، ويدها الممدودة، وقوانينها العادلة.. هذه طبائع الأمور.. سواء كان المستثمر مستثمرًا وطنيًّا، أو كان مستثمرًا جاء من خارج البلاد.. ستتصرف إزاء المستثمر على هذه الأرضية، ربما حتى بدون أن تقصد، وبدون أن تلتفت أو تدرى.

ولو أنها نظرت إلى الموضوع من الوجه الآخر، أقصد الوجه الذي تكون فيه بعيدة عن أن تنافس فيه أحدًا منهم، فسوف تتعامل مع المستثمر نفسه بمنطق آخر.. منطق أنها شريكة معه في مشروعه بغير أن تقدم شيئًا من جانبها في مقابل هذه الشراكة.

ستكون شريكة من خلال شتى أنواع الضرائب التي يؤديها لها كل مستثمر في الخزانة العامة، ومن خلال التأمينات التي يدفعها عن العمال عنده.. وإذا خسر هو فلا علاقة لها بخسارته، ولن يكون عليها أن تتحمل شيئًا مما خسره.. وهكذا، فهى شريكة في كل ما يربحه، وليست شريكة له في خسارته.. هذه حالة يسمون فيها الدولة: الشريك المرفوع.

أيهما أفضل لها إذن؟.. أن تدخل لتنافس فلا تكون المنافسة متكافئة بينها وبين المستثمر، ولا يستريح الطرف المنافس لها ولا يطمئن؟.. أم تبتعد وتتيح الأجواء المشجعة، وتظل شريكًا مرفوعًا له في كل مكسب يحققه كل مستثمر، ولا يكون عليها شىء من أي خسارة قد يتكبدها المستثمر ذاته؟!.

إن الدولة تقول إنها ستلتزم الحياد التنافسى مع القطاع الخاص، وهى صادقة فيما تقوله تمامًا، ونحن أيضًا نصدقها، ولكن المشكلة ستظهر عند تطبيق هذا الحياد التنافسى على الأرض.

عندها سيختلف الوضع في الواقع عنه في الكلام، لأن معنى مبدأ الحياد التنافسى أن الدولة موجودة تنافس، وبما أنها موجودة وتنافس فهى طرف، وبما أنها طرف فالطرف الآخر أمامها منافس، لا مستثمر، وهذا هو أصل المشكلة.. فالطرف في أي مشهد هو منافس، حتى ولو حاولت الدولة أن تتحلى بكل الموضوعية التي في الدنيا كلها.. الطرف في معادلة من نوع ما نتكلم عنه ينافس مهما حاول ألا ينافس، ولا فرق في ذلك بين أن يكون المنافس شخصًا أو يكون دولة.

تكسب الدولة كثيرًا عندما تأخذ خطوة إلى الوراء، وتتفرغ لتنظيم العلاقة بين المستثمرين جميعًا، وضمان ألا يمارس أحد منهم احتكارًا في أي مجال.. تكسب ولا تخسر.. وتتجنب أن تكون في موقع المنافسة مع أحد، لأن هذا ليس دورها، ولا هذه هي مهمتها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو تنتبه الدولة لو تنتبه الدولة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon