توقيت القاهرة المحلي 14:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بيضة الديك

  مصر اليوم -

بيضة الديك

بقلم - سليمان جودة

فى وقت من الأوقات تبادلت الجماعة الحوثية فى اليمن أسراها مع قوات الحكومة الشرعية اليمنية، وانتهت العملية بأن استرد كل طرف منهما أسراه من الطرف الآخر.

وكانت سابقة سوف يكتب عنها التاريخ لاحقًا، وسوف يقول فيما يكتبه إن العادة قد جرت على أن تتبادل الجيوش والدول أسراها فى الحروب.. أما أن يكون التبادل داخل الدولة الواحدة، وبين اليمنيين وأنفسهم، فهذا هو الجديد، وهذه هى السابقة.

وكان الأمل أن تكون هذه السابقة العربية هى الأخيرة التى لا نظير لها بعدها، ولكن الذين تمنوا ذلك قد خاب ظنهم، وكان السبب أنهم طالعوا فى وسائل إعلام هذا الأسبوع ما يفيد بأن ما جرى فى اليمن السعيد قد جرى مثيله فى ليبيا بلد العقيد.

التبادل هذه المرة كان بين الجيش الوطنى الليبى، الذى يقوده المشير خليفة حفتر، وحكومة الوحدة الوطنية التى يقودها عبدالحميد الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس فى الغرب مقرًا لها.. ولم تكن العملية تبادلًا للأسرى، ولكنها كانت تبادلًا للمخطوفين بين الطرفين!

كان الجيش الوطنى قد هاجم طرابلس فى وقت سابق، وكانت حكومة الدبيبة قد خطفت منه عددًا من الأفراد بينهم لواء طيار، وفى المقابل خطف الجيش عددًا من أفراد قوات الدبيبة.. وفى خلال عملية التبادل الأخيرة استرد الجيش لواءه الطيار فى مقابل ١٥ مخطوفًا ردهم إلى حكومة الوحدة فى العاصمة!.

لقد وصل العرب إلى هنا.. وصلنا إلى اليوم الذى يتبادل فيه اليمنيون أسراهم، ويتبادل فيه الليبيون مخطوفيهم، ثم وصلنا إلى اليوم الذى يجرى فيه تقييم مواطن ليبى واحد بأنه يساوى ١٥ مواطنًا ينتمون إلى بلده نفسه، ويحملون الجنسية نفسها التى يحملها.. وكأننا فى زمن شريعة حمورابى التى كانت تفرق بين الناس أمام القانون على حسب وضعيتهم الاجتماعية.

وقد كنا نطالع فى الأساطير والحكايات الشعبية أن الديك فى العادة لا يبيض، ولكنه إذا باض فإنه يفعلها مرةً واحدة ولا يكررها.. وكنا نتخيل أن السابقة التى شهدها اليمن السعيد سوف تكون مثل بيضة الديك، وسوف لا يكون لها مثيل، ولكن ما جرى فى بلد العقيد وضعنا أمام كلام آخر، وأثبت أن الديك يمكن فى أرض العرب أن يبيض أكثر من مرة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بيضة الديك بيضة الديك



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 14:12 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة
  مصر اليوم - النوم الجيد مفتاح لطول العمر والصحة الجيدة

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي

GMT 05:00 2021 الأربعاء ,14 تموز / يوليو

تفريغ 964 طن حديد في ميناء غرب بورسعيد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon