توقيت القاهرة المحلي 06:23:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فكرة راودت الرجل

  مصر اليوم -

فكرة راودت الرجل

بقلم - سليمان جودة

يرحم الله المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء السابق، الذى كان يدعو كل فترة إلى لقاء فى مكتبه، وكان يسمع فيه ما لا يمكن أن يراه فى التقارير التى يجدها بين يديه.

وما أذكره مما رأيت منه أمامى أنه لم يكن فقط يُنصت إلى ما كان يقال فى تلك اللقاءات، ولكنه كان يسجل بنفسه ما كان يسمعه فى أجندة خاصة لم تكن تفارقه، وكان يسجل بيده ولا يدعو أيًا من مساعديه إلى فعل ذلك نيابةً عنه.. وكان يبدو شديد الحرص على الإنصات وعلى التسجيل معًا.

وفى لقاء معه كانت الجلسة مخصصة للحديث عن قضية الأسعار، ولم تكن الأسعار فى ذلك الوقت بالمستوى الحالى، وكان يرغب فى العثور على حل لهذه القضية التى حيرت الحكومة ولاتزال، وكان يزعجه أن تصل السلعة إلى الناس بأكثر من سعرها المفترض، أو بسعر مبالغ فيه، وكان دائم البحث عن طريقة يحصل بها كل مستهلك على السلعة فى حدود ميزانية بيته اليومية.

وأذكر أنى دعوته فى واحد من اللقاءات إلى أن يتبنى فكرة أسواق اليوم الواحد فى أحياء العاصمة، وفى عواصم المحافظات، وفى المدن عمومًا.. وكانت الفكرة ولاتزال قادرة على خفض الكثير من أسعار السلع، خصوصًا السلع التى يبيعها المنتج المحلى إلى المستهلك مباشرة، أو التى يبيعها وسيط واحد بين المنتج والمستهلك، فلا يتعدد الوسطاء، ولا يتضاعف السعر بالتالى.

فالمشكلة هى فى تعدد الوسطاء، الذين يحصل كل واحد منهم على هامش ربح، وبما أن هذا الهامش يُضاف إلى سعر السلعة النهائى، فالفارق بين سعرها لدى المنتج وسعرها أمام المستهلك يأتى على قدر تعدد الوسطاء حتى وصولها إلى يد مستهلكها فى بيته.

وقد سمعت من الرجل فى لقاء آخر دعا إليه أنه مقتنع بالفكرة، وأنها تعجبه، وأنه يخطط لإخراجها إلى النور، وأنها حل عملى للقضية التى تؤرق كل بيت.

ولكن الوقت يبدو أنه لم يسعفه، فغادر مكتبه فى ٢٠١٨ وفى نفسه شىء من فكرة كانت تراوده، ولابد أن الأخذ بها بعد رحيله سوف يريحه فى مثواه الأخير، وسوف يريح معه الملايين من المصريين ممن يجدون فى الأسعار مبالغات غير مفهومة، وغير مبررة، وغير واقعية.. فلا يوجد بيت إلا ويجد فى الأسعار ما يفوق قدرته على الاحتمال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فكرة راودت الرجل فكرة راودت الرجل



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات

GMT 20:08 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة تصدر 9 قرارات تهم المصريين "إجازات وتعويضات"

GMT 08:01 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

عرض فيلم "الفلوس" لتامر حسني أول تشرين الثاني

GMT 08:44 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

إنجي علي تفاجئ فنانا شهيرا بـ قُبلة أمام زوجته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon