توقيت القاهرة المحلي 16:48:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى حياة كل سودانى

  مصر اليوم -

فى حياة كل سودانى

بقلم - سليمان جودة

كلما راهن المرء على أن تتعلم جماعة الإخوان أو أن تنسى، اكتشف أنها لا تتعلم مما يمر بها ولا تنسى، فتعود لتكرر ما كان منها وما يجب ألا تكرره.

وموقفها مما يجرى في السودان على حدودنا الجنوبية مثال واضح على ذلك، لأن إعلان بعض رموزها الوقوف مع الجيش ضد الخارجين عليه يقول إنها لا تتعلم ولا تنسى.

كانت الجماعة تحكم هناك طوال ٣٠ سنة قضاها عمر البشير في الحكم من ١٩٨٩ إلى ٢٠١٩، وعندما سقط البشير قبل أكثر من أربع سنوات، كان البلد الذي تسلمه البشير بلدًا واحدًا قد انقسم إلى بلدين.. وكانت هذه النتيجة كافية وحدها للإشارة إلى حصيلة وجوده ووجودها معه في الحكم.

وكان الأمل أن تكون حصيلة كهذه طريقًا إلى المراجعة، ثم إلى محاسبة الذات على ما تم طوال عقود ثلاثة من الفشل، ولكن شيئًا من هذا لم يحدث، وإنما الذي حدث أن الجماعة بدت في غمرة ما يتعرض له السودان متعطشة للعودة إلى السلطة من جديد.

فهى لا تقف إلى جوار الجيش لأنها تريد الوقوف معه ضد تمرد قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو، ولكنها تقف إلى جواره لغرضٍ في نفس يعقوب، وهذا الغرض هو أنها تريد العودة من خلال الجيش إلى مقاعد الحكم من جديد.. وكأن ثلاثة عقود غير كافية لإقناعها بأنها ليست أهلًا حكم، وبأنها يجب أن تترك الحكم لأهله، وبأنها يجب أن تتعلم مما مرّ بها في تجربة الحكم وأن تنسى.

لم نسمع من رموزها التي أعلنت الوقوف مع الجيش، أنها تفعل ذلك من أجل وحدة السودان، ولا من أجل استقراره وأمنه، ولا من أجل أنه جيش البلد، وبالتالى فالوقوف معه فرض عين على كل سودانى.. لم نسمع شيئًا من هذا ولا مما يشبهه، ولكننا رأينا تكتيكات منها في مساندته، وهى تكتيكات تضع عينيها على مصالح الجماعة الضيقة، لا على صالح الوطن الأوسع.

تحتاج الجماعة في الخرطوم إلى أن تدرك أن سنواتها في الحكم وصلت بالبلد إلى طريق مسدود، بل وصلت به إلى ما هو فيه الآن من نزاع، وصراع، وشقاق، ودمار.. وتحتاج الجماعة إلى أن يكون لتجربتها رصيدٌ في حياتها تتصرف على أساسه، فلا تعود لتبدأ طريقًا رأت هي خاتمته التعيسة في حياة كل سودانى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى حياة كل سودانى فى حياة كل سودانى



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 11:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تتفاوض مع شركات أجنبية بشأن صفقة غاز مسال طويلة الأجل

GMT 09:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن اغتيال 5 قادة من حماس

GMT 10:21 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

ميلان يفرض سيطرته على الدوريات الكبرى برقم مميز

GMT 08:40 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الخمس 29 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 08:19 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

تعرفي على 5 طرق مبتكرة للتنظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon