توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إنفاق مختلف!

  مصر اليوم -

إنفاق مختلف

بقلم : سليمان جودة

للدكتور محمد معيط، وزير المالية، رأى آخر فى تشبيه التفاحة والبرتقالة، الذى كنت قد ضربت به المثل قبل أيام، وأنا أتعرض فى هذا المكان لقضية الضريبة العقارية التى أثارت شجون الناس.. ولاتزال!

والفكرة أنى قلت إن المقارنة بين مصر، وبين الدول التى يؤدى مواطنوها هذه الضريبة، هى مقارنة غير موضوعية، لأن المواطن هناك يتلقى خدمات عامة ممتازة فى مقابل ضريبته، ولأن المواطن الذى يدفع الضريبة نفسها هنا، لا يتلقى خدمات عامة مماثلة فى مقابلها، وإذا تلقاها فمستواها فى العادة ليس آدمياً.. وبالذات خدمات التعليم، والصحة، والنظافة العامة!

فإدا أردنا أن نقارن رغم ذلك، فهى مقارنة بين تفاحة هناك.. وبين برتقالة هنا!.

وفى خطاب جاءنى منه يعترف الدكتور معيط، بأن الضريبة فى العموم لابد أن يكون لها عائد ملموس فى واقع المجتمع الذى يسددها، وبأن هذا هو ما تسعى الدولة حالياً إلى تحقيقه، ثم يسارع فيقول بأن المشروعات الكبيرة والخدمات العامة، التى تقدمها الحكومات المتعاقبة للمواطنين، إنما يجرى تمويلها فى الأساس من عائد الضريبة بكل أنواعها، وهو عائد يمثل ٧٠٪‏ من إيرادات الخزانة العامة!

ويقول إن الضريبة العقارية تعود إلى ١٨٨٠، عندما كان عائدها يصل إلى ٥،٢ مليون جنيه، وكانت الإيرادات العامة كلها تصل إلى ٨،٥ مليون، بما يعنى أنها كانت تمثل أكثر من نصف إيرادات خزانة الدولة، ولكنها تراجعت فيما بعد، وبقيت فى صورة عوايد لا يتجاوز عائدها ٢٣٠ مليوناً فى السنة، الأمر الذى لا يسعف الحكومة فى بذل الاهتمام الواجب بالأحياء، والمدن، والتجميل، والتشجير!

ومن مزايا قانون الضريبة الحالى، فى تقدير الوزير، أنه ينص على طريقة محددة لصيانة المبانى والعقارات، ويخصص خمسين فى المائة من الحصيلة لتطوير العشوائيات والمحليات بالمناصفة، ويعفى وحدات الإيجار القديم من دفعها، إلى حين الاتفاق على وضع جديد بين مُلاك هذه الوحدات السكنية ومستأجريها!.

انتهى مجمل خطاب الوزير، الذى أشكره عليه، وبقى أننا فى انتظار قانون جديد للضريبة العقارية، أو تعديل للقانون الحالى، حسب التوجيهات التى أعطاها الرئيس مؤخراً.. وفى الحالتين سوف يكون الرهان من جانب دافع الضريبة، هو على وضع كل الملاحظات التى أبداها المواطنون على الضريبة، وطريقة حسابها، وتحصيلها، فى الاعتبار، ثم سيكون الرهان على قدرة الوزير معيط، على إقناع الدولة بإنفاق مختلف للعائد.. إنفاق عادل يجعل النتيجة ملموسة حقاً، ويجعل المقارنة، عندئذ، بين تفاحة وتفاحة فعلاً.. لا بين برتقالة وتفاحة!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنفاق مختلف إنفاق مختلف



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon