توقيت القاهرة المحلي 19:17:07 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لندن الغاضبة!

  مصر اليوم -

لندن الغاضبة

بقلم: سليمان جودة

الناخب في بلد مثل بريطانيا هو السيد الحقيقى، ولأنه كذلك، فهو قادر على أن يذهب بأى رئيس وزراء منتخب في أي وقت ليأتى بآخر في مكانه!.. وهذا هو ملخص ما جرى هناك قبل يومين، وما عدا ذلك يظل في حساب التفاصيل!.

فمن بين التفاصيل أن بوريس جونسون، رئيس حكومة حزب المحافظين الحالية، كان قد جاء إلى الحكم خلفًا للسيدة تريزا ماى، التي كانت قد استعانت به وزيرًا للخارجية!.. ولكن الحزب طردها من ١٠ داونينج ستريت، حيث المقر العتيق للحكومة، واستدعى «جونسون» ليدخل المقر على حصان أبيض في يوليو ٢٠١٩!.

وكان الرجل يعرف بالتأكيد أن الناخب الذي جاء به يستطيع إذا شاء إنزاله من فوق الحصان الأبيض، ليلحق بآخرين من رؤساء الحكومات الذين سبقوه إلى الموقع ثم غادروا!.

وفى انتخابات المحليات التي جرت الخميس الماضى، خسر «جونسون»، أو بالأدق خسر حزب المحافظين الذي يحكم باسمه، كما لم يخسر من قبل، وسقط سقوطًا جعله يخرج من دوائر انتخابية كانت معقلًا من معاقله على مدى سنوات طويلة.. وكان السؤال ولا يزال هو: لماذا؟!.

وإذا ما تذكرنا أن «جونسون» خضع للتحقيق طوال الأيام الماضية، اكتشفنا على الفور أن هذا التحقيق كان هو الطريق إلى السقوط.. والعجيب أن التحقيق لم يكن بسبب شىء من الأشياء الضخمة التي تعصف في العادة بالحكومات في العالم، كأن يكون رئيس الحكومة قد تورط مثلًا في فساد كبير، أو يكون قد أحدث عجزًا ظاهرًا في موازنة الدولة، أو يكون قد أهمل عن قصد في أمر يتصل بصحة المواطنين.. لا.. لم يكن شىء من هذا كله هو السبب، ولا كان حتى يشبه هذه الأسباب!.

السبب أن «جونسون» خالف قواعد التباعد الاجتماعى أثناء حظر كورونا في ٢٠٢٠!!.. نعم هذا هو السبب. إنه زلّة من زلّات الخطأ التي تشبه زلّات اللسان، ومع ذلك، فمثل هذه الزلّات لا يسامح عليها الناخب ولا يغفر، ولكن يحاسب سياسيًّا كأشد ما يكون الحساب!.

وفى الوقت الذي يتراجع فيه حزب المحافظين الحاكم، يتقدم حزب العمال الذي يجلس في مقاعد المعارضة، ومعه يتقدم الحزب الليبرالى وحزب الخضر.. وليس سرًّا أن الحزب الليبرالى وحزب الخضر يحكمان حاليًا في ألمانيا، ومن الوارد أن تتكرر تجربتهما في بريطانيا!.. فمخالفة قواعد التباعد ليست السبب الوحيد للغضب الشعبى على «جونسون»، وإنما إلى جوار ذلك أسباب أخرى، في المقدمة منها أن خروج البريطانيين من الاتحاد الأوروبى كان على يديه، ومع مرور الوقت يكتشف بريطانيون كثيرون أن الخروج لم يكن قرارًا صائبًا.. ولا تزال أسباب الغضب تتجمع في سماء البلاد، ومن الجائز أن تمطر في أي لحظة لأن انتخابات المحليات كانت أول الغيث!.. ولأن لندن من بين العواصم الأهم في الدنيا، فالغضب فيها لابد أن يكون له صداه في باقى العواصم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لندن الغاضبة لندن الغاضبة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 17:00 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين
  مصر اليوم - الإجازات الرسمية في مصر لعام 2025 جدول شامل للطلاب والموظفين

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020

GMT 15:28 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

تعيين تركي آل الشيخ رئيسًا للاتحاد العربي لكرة القدم

GMT 16:33 2016 الخميس ,14 إبريل / نيسان

جلوس صيف 2016 تتألق باللون الرمادي

GMT 17:06 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

لطيفة تطرح كليبها "الأستاذ" برفقة شقيق أمير كرارة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon