توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا ما يُخيف حقاً!

  مصر اليوم -

هذا ما يُخيف حقاً

بقلم - سليمان جودة

فكرت فى موضوع الضريبة العقارية من زاوية مختلفة.. فكرت فيه من زاوية الجمهورية القوية التى نطمح إلى إقامتها على أرضنا بعد ثورتين اثنتين.. فكرت فيه من الزاوية التى كان أفلاطون، فيلسوف اليونان الأكبر، يتطلع من خلالها إلى جمهوريته الشهيرة!

كان تقديره أن الجمهورية القوية لا يمكن أن تقوم، ولا أن يكون لها وجود حقيقى، إلا إذا كان مواطنوها أنفسهم مواطنين أقوياء.. كل مواطن على مستواه.. وإلا إذا كان مواطنوها قادرين، أصحاء، متعلمين، أصحاب عقول جرى التأسيس لها، والإنفاق عليها!.. وأيضاً كل مواطن هنا على حدة.. فالجمهورية فى النهاية هى حاصل جمع عدد مواطنيها، وكذلك حاصل جمع قوة كل واحد فيهم على كل مستوى!.. الدولة، أو الجمهورية، ليست إلا أنت، وهو، وهى، وأنا.. وإذا كنا جميعاً على درجة ملحوظة من القوة بكل المعايير السابقة، فالدولة بالضرورة قوية.. والعكس صحيح تماماً!.

والسؤال هو: لمصلحة مَنْ إنهاك المواطن إلى هذا الحد غير المسبوق؟!.. لمصلحة مَنْ إرهاقه يوماً بعد يوم، برسوم جديدة، وضرائب جديدة، وارتفاعات فى الأسعار جديدة، لا تتوقف على مدار الساعة؟!.. لقد وصل الأمر الى حد أنك إذا رحت تسأل عن سعر سلعة من السلع اكتشفت أن سعرها اليوم ليس هو سعر أمس، بالمعنى الحرفى لكلمة أمس، ولا هو سعر الغد، بالمعنى الحرفى لكلمة الغد!. بل إن السعر يمكن أن يتغير خلال اليوم نفسه، فتشترى السلعة نفسها بسعر فى المساء، غير سعرها فى الصباح!.

وعندما تتأمل الوجوه من حولك، فى أى مكان، سيتبين لك أن القاسم المشترك الأعظم بين الوجوه، أنها مُرهقة، مُنهكة، مُتعبة، ممتلئة بملامح المعاناة!.

والأكيد أن كل مواطن مدعو إلى أن يكد، ويعمل، ويسعى، ويتعب، ليكسب قوت يومه.. هذا لاشك فيه.. ولكن هناك فرقاً بالتأكيد أيضاً، بين أن يكد، ويعمل المواطن، ويسعى، ويتعب، وبين أن يستيقظ فى معاناة، وينام فى المعاناة نفسها.. هنا لا نكون أمام شخص قادر على المساهمة فى بناء بلد.. بل أمام شخص عبء على بلد.. شخص ليس لديه ما يقدمه لبلده، فى وقت يظل البلد أحوج ما يكون إلى جهد كل فرد فيه!.

تشعر وأنت تستعرض سلسلة من الإجراءات المتتالية، التى ترتب أعباء مضافة على كل مواطن، أن الهدف ليس تحصيل رسوم أو ضرائب من جيبه.. فلا أحد ضد الرسوم والضرائب إذا كانت عادلة.. لا أحد.. لكن الهدف يبدو وكأنه إنهاك المواطن.. والمواطن المُنهك لا يمكن أن يقيم دولة.. لا يمكن.. وهذا ما يخيف حقاً!.

نقلًا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا ما يُخيف حقاً هذا ما يُخيف حقاً



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon