بقلم -سليمان جودة
أهم ما فى ترشيح الدكتور خالد العنانى مديرًا عامًا لمنظمة اليونسكو فى باريس أنه ترشيح مبكر بما يكفى، وأنه يعطينا من الوقت ما نحتاجه لإنجاح مرشحنا بالتالى.
وهو ترشيح مبكر لسببين، أولهما أن بيننا وبين الانتخابات على موقع مدير المنظمة عامين وأكثر، والسبب الثانى أنه لا أحد فى العالم، ولا فى العالم العربى بالذات، قد أعلن طرح اسمه بعد.. لم يحدث هذا، لا من جانب مرشح فرد على مستواه، ولا من جانب دولة على مستوى مرشح لها.
والظاهر من هذا الترشيح المبكر أننا نريد الاستفادة من تجربتين سابقتين لنا فى طرح مرشح لنا للموقع نفسه، وقد كانت إحداهما تجربة الفنان فاروق حسنى، وكانت الثانية تجربة السفيرة مشيرة خطاب.. ولم يكن هناك ما هو أعجب من تجربة فاروق حسنى، لأن الفنان الكبير كان على مرمى حجر من المنصب، ولأن صوتًا واحدًا أبعده عن فوز كان يستحقه، ولأن القصة انطوت على تفاصيل كثيرة روى الرجل بعضها فى كتاب مذكراته، واحتفظ بالبعض الآخر مراعاةً لفروق التوقيت.
وأمامنا منذ الآن ما يكفى من الوقت لحسم المعركة لصالح مرشحنا، الذى يملك ما يؤهله لملء الموقع، والذى يستطيع أن يقول إن لديه كذا وكذا مما يؤهله.. فهو الرجل الذى وقف وراء مشهد نقل المومياوات من المتحف المصرى فى التحرير إلى متحف الحضارة فى الفسطاط، وهو أيضًا الذى وقف وراء مشهد افتتاح طريق الكباش فى الأقصر، وقد كان فى المشهدين معًا ما لفت انتباه العالم.
وعنده بالطبع ما هو بخلاف ذلك، ولكنى أتحدث عن مشهدين لا يزالان فى الذاكرة العامة للناس هنا وفى خارج الحدود.
ثم إن لدى مصر من التاريخ، ومن الثقافة، ومن الفنون، ومن الامتداد الحضارى، ما يجعل مرشحها صاحب أفضلية بين المرشحين.. فلا دولة من الدول الأعضاء فى اليونسكو لديها هذا التراكم الثقافى الذى نملكه.. وإذا كانت اليونسكو هى المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، فليس أقرب إلى هذه الفروع الثلاثة من مصر، وليس أقدر منها على أن تقدم ما لديها فيها من مسوغات.
والقصة فى النهاية توافق عربى على مرشح واحد، ثم هى رضا دولى بأن يذهب الموقع إلى المرشح المصرى، وهذا ما يجب أن يكون واضحًا منذ الآن، وهذا كذلك ما يدعونا إلى العمل منذ اللحظة على تحقيق هذا الرضا وذاك التوافق.. إنها مسألة ممكنة، ولكنها تتطلب توظيف ما فى أيدينا من أوراق بالطريقة التى تأخذ الدرس المستفاد فى تجربتين سابقتين.. فلقد كنا فى إحداهما قاب قوسين أو أدنى من المنصب.