توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

العُتيبة الذي غادر

  مصر اليوم -

العُتيبة الذي غادر

بقلم - سليمان جودة

فى وقت من الأوقات كان الدكتور مانع سعيد العُتيبة أشهر وزير بترول فى المنطقة، ولم يكن ينافسه فى شهرته إلا أحمد زكى يمانى، وزير البترول السعودى العتيد.. فكلاهما بقى فى وزارته طويلًا، وكلاهما كان على كفاءة أسست للشهرة مع أسباب أخرى.

وكان من بين الأسباب الأخرى بالنسبة للدكتور العتيبة، أنه إلى جانب وجوده على رأس وزارة البترول فى الإمارات لسنوات طويلة، كان شاعرًا يكتب الشعر الوطنى والعاطفى معًا، وكانت له دواوين كثيرة، وكنا نجدها فى معرض الكتاب فى تلك السنوات.

كان غزير الإنتاج، وكان كثيرون ممن يتابعون دواوينه وأشعاره يتساءلون عن الطريقة التى يجد بها الوقت للشعر، بينما هو مسؤول عن أهم وزارة فى بلاده.

وقد ابتعد الرجل عن الأضواء بعد ترك الوزارة، ولكن الغريب أنه توقف كذلك عن قول الشعر، وهذا أمر غير مفهوم لأن الذين طالعوا أشعاره يعرفون أنها كانت تشير إلى نوع من الموهبة الأدبية لدى صاحبها.. فلماذا توقف العتيبة عن كتابة الشعر، مع ما نعرفه عن أن الموهبة تلازم صاحبها مدى حياته؟.. هذا سؤال لا تقع له على إجابة.

وقد عاد اسمه إلى الصحافة الإماراتية هذه الأيام، وكانت المناسبة هى رحيل والده سعيد العتيبة عن ١٠٨ سنوات، وقد نعاه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد، ونائباه الشيخ محمد بن راشد، والشيخ منصور بن زايد.. ومما قيل عنه فى صفحات النعى الكبيرة أنه كان رفيق درب مع الشيخ زايد يرحمه الله، وأنه كان شاعرًا، وأن أباه كان شاعرًا أيضًا، وكذلك الجد، ولم ينافس الشعر عنده إلا تجارة اللؤلؤ.. فكأن الدكتور مانع كان شاعرًا أبًا عن جد عن جد، وكأنه قد ورث الشعر عن الآباء والأجداد، وكأنه كان حلقة فى سلسلة شعرية طويلة.. وليس سرًا أن سفير الإمارات فى الولايات المتحدة الأمريكية هو يوسف مانع العتيبة، وسفيرة الإمارات فى فرنسا هى هند مانع العتيبة.

وبمقاييس منظمة الصحة العالمية فإن الأب سعيد الذى رحل كان معمرًا بامتياز، لأن المنظمة تضع سن التسعين وما بعدها مقياسًا للمعمرين، وبما أنه تجاوز المائة لا التسعين وحدها، فهو شيخ المعمرين دون منافس.

وقد قرأت كل ما قيل عنه فى صحافة بلاده لأعرف السر الذى جعله معمرًا من المعمرين الكبار، فلم أجد شيئًا سوى أنه كان من المشائين الكبار أيضًا.. وإذا كنا نعرف أن المشائين فى تاريخ اليونان كانوا من الفلاسفة، فهذا ليس القصد فى حالة سعيد العتيبة، فلم يكن الرجل فيلسوفًا بالمعنى اليونانى، ولكنه كان يمشى كثيرًا فى كل صباح حتى بعد أن تجاوز المائة.. ولا بد أن هذا شىء من بين أشياء منحته الصحة وطول العمر، لأن رياضة المشى لا تزال سيدة الرياضات.. وربما يكون هذا درسًا من بين دروس للقادمين من بعده على طول الطريق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العُتيبة الذي غادر العُتيبة الذي غادر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon