توقيت القاهرة المحلي 09:47:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يرحم الله الأمير!

  مصر اليوم -

يرحم الله الأمير

بقلم-سليمان جودة

الخسارة فى رحيل الأمير طلال بن عبدالعزيز هى للإنسان حيث كان، قبل أن تكون لأسرته فى الرياض، أو لبلده الذى عاش يحمل جنسيته، أو حتى لمحيط بلده العربى ومحيطه الإسلامى معاً.. أما السبب فسوف أشير إليه حالاً، وسوف يراه القارئ الكريم سبباً على درجة عالية من الوجاهة!

فالسبب ليس أن الرجل قضى حياته مؤمناً بالمرأة وقضاياها، ولا السبب أنه لم يشأ أن يكون إيمانه بها وبالقضايا التى تخصها إيماناً نظرياً أو كلاماً والسلام، فأنشأ مركزاً اسمه «الكوثر» لا يهتم إلا بها، وجعل من تونس مقراً له، وجاء بالدكتورة سكينة بوراوى وأعطاها المسؤولية فيه، ثم طلب منها أن تنصر المرأة المظلومة فى كل موقف وأن تقف إلى جوارها فى كل مناسبة!

ولا السبب أنه قد راح يوسع من نطاق اهتمامه فأضاف إليه الطفولة العربية كلها، وأيضاً أنشأ لها مجلساً كبيراً فى القاهرة، وجاء على رأسه بالدكتور حسن البيلاوى يتولى أمانته العامة، وأراد من مجلس بهذا المسمى أن يكون عربياً جامعاً فى اهتمامه بقضيته، وألا تغيب شؤون الطفل فى كل عاصمة عربية عن عينيه!

ولا السبب أنه قد آمن بقدرة التعليم على بناء الإنسان، فبادر إلى تجسيد فكرة الدراسة الحرة فى كيان اسمه الجامعة العربية المفتوحة، وجعل من الكويت مقراً لها، وفى مصر جعل لها فرعاً أساسياً، وجاء على رأسه بالدكتور عبدالحى عبيد!

لا.. ليس هذا كله هو السبب، رغم أن كل حالة من الحالات الثلاث السابقة تصلح سبباً فى هذا المقام، ثم تكفى وتزيد!

السبب الوجيه بجد فى نظرى أنه آمن عن يقين بما كان الإمام علىّ بن أبى طالب يقوله عن الفقر، وكيف أنه كان يتمنى لو يكون الفقر رجلاً فيقتله فيستريح منه العالم!.. آمن بذلك إيماناً لا تشوبه ذرة من شك، فدعا إلى تأسيس كيان أكبر اسمه: برنامج الخليج العربى للتنمية.. أما الاسم المختصر للبرنامج فهو: «أجفند».. وأما مهمته فهى مطاردة الفقر حيث كان، ومساندة الإنسان الفقير حيث يعيش، دون نظر إلى بلده، ولا إلى لونه، ولا إلى دينه.. ولذلك، لم يكن غريباً أن يمتد نشاط هذا البرنامج إلى أوروجواى فى أمريكا الجنوبية، ثم إلى الفلبين فى آسيا، بمثل ما امتد بالضبط إلى اليمن والأردن فى القارة نفسها، وموريتانيا فى أفريقيا.. ففى كل هذه البلاد وفى غيرها، راح يؤسس بنوكاً للفقراء مهمتها ليس أن تضع مالاً فى يد الفقير هناك، ولكن أن تعلمه كيف يعمل ليكسب من عمل يده!

ولم يكن الأستاذ ناصر القحطانى، مدير «أجفند» التنفيذى، يبالغ فى شىء، عندما قال، وهو يغالب دموعه يوم رحيل الأمير، إنه: فقيد الجميع.. ولو شاء لقال: فقيد الفقراء!

يرحم الله الرجل!

نقلا عن المصري اليوم

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يرحم الله الأمير يرحم الله الأمير



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon