توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما العمل؟.. لدينا ما نعمله طبعاً

  مصر اليوم -

ما العمل لدينا ما نعمله طبعاً

بقلم - سليمان جودة

أنهت القمة العربية الثالثة والثلاثون أعمالها في العاصمة البحرينية المنامة، مساء الخميس 16 من هذا الشهر، وأصدرت في ختام أعمالها بياناً ختامياً، أطلقت عليه «إعلان المنامة».

وقد جرت العادة على أن ينعقد مؤتمر صحافي في نهاية أعمال كل قمة عربية، وأن يشارك في هذا المؤتمر أمين عام جامعة الدول العربية، ووزير خارجية الدولة التي استضافت أعمال القمة، وهذا ما جرى مساء الخميس عندما انعقد المؤتمر بحضور أحمد أبو الغيط، أمين عام الجامعة، وعبد اللطيف الزياني، وزير خارجية مملكة البحرين.

وكان من الطبيعي أن يتلقى المسؤولان أسئلة متنوعة من ممثلي وسائل الإعلام، وكان أحد الأسئلة عن أن الحرب على قطاع غزة قد دخلت شهرها السابع في 7 مايو، وأنها لا تزال دائرة من دون ضوء في آخر النفق، وأن الناس في كل مكان يتساءلون: أين ما يسمى المجتمع الدولي من هذه المقتلة للأطفال والنساء والمدنيين في قطاع غزة على مدى ما يزيد على نصف السنة؟.

وعندما تصدى أمين عام الجامعة للإجابة عن السؤال قال ما معناه: «إن ما جرى ولا يزال يجري في القطاع مؤشر على سقوط الأخلاق فيما يسمى بالمجتمع الدولي، الذي يرى ما يراه من قتل ونسف وتدمير يومياً في أنحاء غزة كلها، ثم يغمض عينيه، ولا يتحرك أو يبادر بفعل شيء».

والحقيقة أنك عندما تتوقف أمام إجابة الأمين العام لجامعة الدول العربية تكتشف أنه على حق فيما يقول، وأنه على غير حق في ذات الوقت.. كيف؟، هو على حق لأن أحداً لم يكن يتصور أن يصل تجاهل المجتمع الدولي لأحوال المدنيين في القطاع إلى هذا الحد، وقد تساءل الرجل وهو يجيب عن السؤال عما إذا كان هذا المجتمع نفسه سيغمض عينيه، ويسكت، ويصمت، لو أن ما شهدته غزة قد شهدته أوكرانيا مثلاً ؟!.

وهذا صحيح تماماً، وهذا في حد ذاته إجابة أخرى عن السؤال، لأن الغرب الذي انتفض وينتفض لإنقاذ أوكرانيا ومدها بكل سلاح، هو نفسه الذي لا يرى شيئاً في مد إسرائيل بالسلاح لقتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة.

والأمين العام يبدو في المقابل على غير حق في إجابته، لأن السياسة الدولية لا تعرف شيئاً اسمه الأخلاق في العموم، لا في غزة ولا في غيرها، ولذلك، فلا أخلاق يمكن الحديث عن سقوطها في الحرب على غزة، لا لشيء، إلا لأنها أخلاق غير موجودة في الأصل.

بالطبع يمكن الحديث عن نوع من هذه الأخلاق في تظاهرات الجامعات والشوارع في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي أوروبا، فالذين تظاهروا هناك هم في أغلبيتهم من الشباب، وهم الذين يمكن الحديث عنهم باعتبارهم ضميراً إنسانياً لم يقبل أن يرى هذا التوحش الإسرائيلي في كل شبر من غزة، ثم يلتزم الصمت أو السكوت في النهاية أمام ما يراه ويعاينه.

هؤلاء الشباب المتظاهرون في أعرق جامعات العالم هم الذين قالوا بأفصح لسان إنه لا أخلاق في السياسة في الغرب حتى يمكنها أن تسقط، ولكن المشكلة أن قادة الدول التي تشهد هذه التظاهرات لا يبالون بأن يقال إن ضمائرهم الحية قد ماتت، وإن تظاهرات الشباب الحاشدة في الشوارع وفي الجامعات هي التي كشفت موت هذه الضمائر.. لا يبالون بالمرة، وهذا دليل آخر عن أن الحديث عن وجود أخلاق في السياسة الدولية هو حديث عن سراب.

والآن: ما العمل؟ لدينا ما نعمله طبعاً، وهذا العمل هو عملنا نحن هنا في المنطقة، لا عمل طرف آخر هناك نراهن عليه مرات ثم يخيب الرهان، فلنجرب أن نراهن على أنفسنا وسوف نرى بعدها، وقد حدث هذا من قبل عندما راهن العرب على أنفسهم في حرب أكتوبر 1973 فانتصروا، وليست هذه دعوة للحرب بالتأكيد، ولكنها دعوة لاستخدام ما في أيدينا من أوراق سياسية، ودبلوماسية، واقتصادية، وكلها أوراق مؤثرة ونافذة، وحين نستخدمها أو نوظفها سوف نرى فعلها ومفعولها بأعيننا أمامنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما العمل لدينا ما نعمله طبعاً ما العمل لدينا ما نعمله طبعاً



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon