بقلم - سليمان جودة
قبل أسبوعين، كان الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، فى زيارة إلى العاصمة النمساوية فيينا، حيث يقع مقر المنظمة الدولية للطاقة النووية، وهناك صرح بما معناه، أن عملية إنشاء مفاعل الضبعة تجرى بانتظام، وأنها تمضى إلى غايتها حسب خطوات دقيقة ومدروسة!.
وفى التوقيت نفسه ثم بعده، قرأت كلاماً متناثراً، وسمعت همهمات فى أكثر من اتجاه، عن أن روسيا التى ستتولى إحدى شركاتها عملية إنشاء المفاعل، لا تزال كلما قطعت معنا خطوة إلى الأمام، فى ملف عودة سياحتها إلى شرم الشيخ، عادت وقطعت خطوتين إلى الوراء.. ودون مبرر مفهوم تماماً!.. حتى أصبح الأمر محل علامات استفهام كثيرة، وموضع تساؤلات حائرة وغاضبة بين عامة الناس، قبل أن يكون بين مستثمرى السياحة المتضررين!.
بل إنى قرأت كلاماً آخر عن أن روسيا تغيبت عن حضور اجتماع فى إبريل، كان قد انعقد خصيصاً للبحث فى طريقة تعود بها رحلات طيران الشارتر الروسى إلى شرم والبحر الأحمر!.
وهكذا.. تبدو موسكو مصممة على معاقبة شرم، على جريمة لا ذنب لها فيها، منذ سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء فى أكتوبر ٢٠١٥، فمنذ ذلك التاريخ، تعامل الروس ومعهم الإنجليز مع الحادث، وكأنه الأول والأخير من نوعه فى العالم!.
ورغم أن وفوداً أمنية روسية وإنجليزية راحت الى شرم وعادت، مرات كثيرة، فيما بعد حادث الطائرة، ورغم أنها كانت فى كل مرة ترفع تقريراً إلى السلطات فى بلادها تقول فيه إن مدينة السلام آمنة، وأن مطارها آمن، وأن الطريق إليها ومنها آمن، وأن الجهات المعنية فى مصر قامت بما هو مطلوب منها، وزيادة، إلا أن شيئاً لم يتغير.. فلا يزال الحصار الروسى الإنجليزى مضروباً على شرم حتى خنقها أو كاد!.
ليس هذا وفقط.. ولكن الإنجليز أعادوا سياحتهم كاملةً إلى تونس، رغم أن إرهابياً كان قد حصد أرواح العشرات من السياح الإنجليز على أحد شواطئ مدينة سوسة التونسية!.. فما كادت شهور تمضى على الحادث، الذى يكاد عدد ضحاياه يقترب من عدد ضحايا الطائرة، حتى كان السياح الإنجليز قد عادوا إلى شواطئ تونس كلها، بإشارة مُعلنة من الحكومة فى لندن!.
فما هى القصة بالضبط؟!
إن نوايانا مع الروس ليست مثل نواياهم معنا، وأى مقارنة بين تعاملهم معنا فى ملف سياحة شرم، وبين تعاملنا معهم فى ملف الضبعة، يقول هذا بكل وضوح، ويقول إننا نُظهر حُسن النية، وأنهم يفعلون العكس.. ولذلك أدعو إلى الربط من جانبنا، بين الملفين، بحيث يتقدمان معاً ويتلكآن معاً!.. ولا أعرف ما هو رأى الدكتور شاكر، وما رأى سائر مسؤولينا المختصين؟!.. ولكن ما أعرفه أن هذه طريقة إذا لم تكن ناجزة فى موضوع شرم، فسوف تبعث برسالة واضحة تقول إن الدول تتبادل المصالح التى لا يجوز أن تكون فى اتجاه واحد!.
نقلًا عن المصري اليوم
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع